responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأراضي المؤلف : الفياض، الشيخ محمد إسحاق    الجزء : 1  صفحة : 311


والتحكم على الآخرين ، فإنها أسباب ولدتها الظروف الثانوية في المجتمعات التي لا تقوم على أساس العدل والقيم الانسانية ، وانما تقوم على أساس مظاهر القوة واللا أخلاقية . ومن الطبيعي انه لا قيمة لتلك الأسباب ، لا لديهم ، ولا لدى الاسلام نهائيا .
أو فقل : ان الاسلام لم يعترف بحيازة الأرض والسيطرة عليها على أساس القوة والتحكم على الآخرين في ميدان وجود المنافسة عليها من قبل هؤلاء ، ولم يرها مصدرا لوجود حق فيها . نعم إن كانت السيطرة عليها على أساس انفاق العمل وبذل الجهد فيها - لخلق الشروط والفرصة للاستفادة منها والانتفاع بها كما إذا كانت الأرض ميتة أو لاستغلالها والانتفاع بها كما إذا كانت حية - فالاسلام وإن كان قد اعترف بها الا ان اعترافه بذلك في الأولى انما هو على أساس انها تحمل طابع الاحياء فيها ، لا طابع الحيازة والسيطرة . وفي الثانية انما هو على أساس العمل والانتفاع بها . فالنتيجة ان مصدر الحق فيها لدى الاسلام انما هو العمل فلا قيمة للسيطرة بدونه أصلا .
وبكلمة أخرى : اننا قد اكتشفنا اعتراف الاسلام من خلال نصوصه التشريعية ، أو البناء من العقلاء بهذا الإطار العام وهو ان كل عامل في المصادر والثروات الطبيعية يملك نتيجة عمله - على اختلاف نوع العمل ، ونوع النتيجة - على ضوء الشرائط المبينة في محلها . ومن هنا تختلف نتيجة عمل العامل في الأرض الميتة عن نتيجة عمله في الأرض الحية طبيعيا على أساس اختلاف نوع العمل فيهما .
وعلى اثر ذلك : تختلف علاقة العامل بالأرض الميتة عن علاقة العامل بالأرض الحية .
على أساس ان نتيجة عمله في الأرض الميتة انما هي خلق الشروط

اسم الکتاب : الأراضي المؤلف : الفياض، الشيخ محمد إسحاق    الجزء : 1  صفحة : 311
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست