responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 218


ويقل جلاؤه وتخليله . وقد يستعمل [1] الشعير على ضروب من الصنعة ، فتختلف قواه وأفعاله في البدن حتى أنه ربما برد الأبدان ورطبها ، وربما أسخنها وجففها ، وربما لم يكن له تأثير بين في ترطيب الأبدان وتبريدها . فأما ما يتخذ من الشعير لترطيب الأبدان وتبريدها بالحسو المتخذ منه ، وذلك أن [2] الشعير إذا قشر من قشره وطبخ بماء كثير وصفي وشرب ، اكتسب من الماء رطوبة يرطب بها الأبدان ويبردها ويقطع العارض لها .
وأما ما يجفف الأبدان من الشعير ، والسويق المتخذ منه ، ( ف‌ ) لان السويق المتخذ منه ، من الشعير يكتسب من النار يبوسة وجفافا ، ويجفف تجفيفا قويا ، إلا أن ينقع في ماء حار ساعة ويغسل بالماء البارد مرات عداد حتى يربو وينتفخ غاية الانتفاخ ، وليشرب بماء كثير ليكتسب من الماء برودة ورطوبة يزول بها أكثر تجفيفه المكتسب من الماء ، ويقوى على تسكين الحرارة وقطع العطش .
وأما ما لا يجفف من الشعير ولا يرطب ، والخبز المستعمل منه ، فإنه ليس له فعل في ترطيب الأبدان ولا تجفيفها ، من قبل أن الصنعة لم تكسبه رطوبة ولا أفادته يبوسة ، لان الرطوبة التي كان اكتسبها من الماء الذي عجن به ، قد أزالتها عنه قوة فعل النار . فهو إذا غير مرطب للأبدان ولا مجفف لها .
وقد يستعمل حسو الشعير على ضربين : لان منه ما يستعمل للاصحاء . ومنه ما يستعمل للمرضى . والذي يستعمل منه للاصحاء ، فعلى هذا المثال : يؤخذ الشعير فينقع في ماء عذب وقتا يسيرا ، ثم ينحى من الماء ويصير في هاون حجر ويجعل معه شئ خشن ، إما ملح وإما غيره ويدق حتى ينفش [3] قشره عنه ، ويجفف وينشف بحالته ويؤخذ مقدار الحاجة ويغسل بالماء العذب مرات كثيرة حتى يتنظف ويصير في قدر برام [4] ويلقى عليه من الماء لكل كيل منه خمسة ( 4 ) عشر كيلا ، ويغطى القدر بغطاء ويطين الوصل الذي بين الغطاء وبين القدر بعجين أو بغيره ، ويطبخ حتى يصير إلى غاية انتفاخه ، ويأخذ في الانحلال والذوبان ، وينحى عنه الغطاء ويحرك بعود من شبت حتى ينحل الشعير ويصير هو والماء شيئا واحدا ، ولا يحرك قبل أن يلين ويسترخي ويقارب النضج كيلا تتكسر أطرافه الدقاق ويحترق قبل تمام نضجه ويصبر عليه إلى أن يذهب منه أربعة أخماسه ويبقى الخمس ، ثم يلقى فيه شئ من ملح مسحوق ، ويحرك حتى يذوب الملح وينزل عن النار ويصفى ويشرب .
فإن قصد المستعمل له تغذيته للبدن فقط ، فيلقي معه في الابتداء أصل الكراث أو عود شبت ويطبخها معه . وإن كان قصده مع تغذية البدن تطفئة الحرارة وتسكينها ، القي فيه شئ من خل . وإن كان قصده الزيادة في لبن النساء ألقي فيه شئ من بزر الرازيانج . وإن كان مزاج المستعمل له محرورا ،



[1] ( وقد يستعمل ) مكررة في الأصل .
[2] ( وذلك أن ) هنا في مقام ( فلان ) .
[3] أي خرج عنه وانفصل .
[4] في كتب اللغة : البرمة : القدر تنحت من الحجارة ، جمع برام وبرم وبرم . ( 5 ) في الأصل : خمس .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 218
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست