responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القانون في الطب المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 251

وإن لم يخرجه، فيكون الجذب نفسه يبلغ الغرض، وإن لم تستفرغ معه بل اقتصرت على ميل الشد على الأعضاء المقابلة أو المحاجم أو الأدوية المحمرة، وبالجملة بما يولد إيلاماً ما. وأسهل المواد استفراغاً ما هو في العروق. وأما في الأعضاء والمفاصل فإنها قد يصعب إخراجها واستفراغها، ولا بد أن يخرج في استفراغها معها غيرها. والمستفرغ يجب أن لا يبادر إلى تناول أغذية كثيرة ونية فتجذبها الطبيعة غير مهضومة، فإن وجب شي‌ء من ذلك فيجب أن يكون قليلًا قليلًا شيئاً بعد شي‌ء حتى يكون بالتدريج، ويكون الداخل في البدن مهضوماً جيداً. والقصد هو الاستفراغ الخاص للأاخلاط الزائدة بالسوية، وأما الاستفراغ الخاص بخلط يكثر وحده في كميته أو يفسد في كيفيته فهو غير القصد وكل استفراغ أفرط، فإنه يحدث حمى في الأكثر، ومن أورثه انقطاع إسهال كان معتادة علة فمعاودة ذلك الاستفراغ، يبرئها في الأكثر مثل من أورثه انقطاع وسخ أذنه أو مخاط أنفه سدداً، فإن عودهما ما يذهب بها. واعلم أن إبقاء بقية من المادة التي يحتاج إلى استفراغها أقل من الاستقصاء في الاستفراغ والبلوغ به إلى أن تخور القوة. وكثيراً ما تحلل الطبيعة تلك البقية، وما دام الخلط المستفرغ من الجنس الذي ينبغي، والمريض يحتمله، فلا تخف من الإفراط. وربما احتجت أن تستفرغ إلى الغشي ومن كانت قوته قوية ومادة أخلاطه الرديئة كثيرة، فاستفرغها قليلًا قليلًا، وكذلك إذا كانت المادة شديدة التلحج، أو شديدة الاختلاط بالدم، ولا يمكن أن تستفرغ دفعة واحدة كما يكون في عرق النساء وفي أوجاع المفاصل المزمنة وفي السرطان والجرب المزمن والدماميل المزمنة اعلم أن الإسهال يجذب من فوق ويقلع من تحت فهو موافق للجذبين المخالف والموافق، وموافق أيضاً بعد استقرار المواد، فإذا كانت المواد من تحت جذبها إلى خلاف، وقلعها أيضاً من حيث هي والقي‌ء يفعل الجذب والقلع بالعكس والفصد يختلف حاله بحسب المواضع التي منها يؤخذ الدم على ما علمت. وأقل الناس حاجة إلى الاستفراغ من كان جيد الغذء جيد الهضم. وأصحاب البلدان الحارة قليلو الحاجة إلى الاستفراغ.

الفصل الرابع فى قوانين مشتركة للقي‌ء و الإسهال و الإشارة إلى كيفية جذب الدواء المسهل والمقيً‌ء

يجب لمن أراد أن يسهل أو يتقيأ أن يفرق طعامه، فيتناول قدر المبلغ الذي يجترى‌ء به في اليوم في مرار، وأن يجعل أطعمته مختلفه وأشربته مختلفة أيضاً، فإن المعدة يعرض لها من هذه الحال أن تشتاق إلى دفع ما فيها إلى فوق، أو إلى تحت.

فأما الطعام الغير المختلف المدخول به على طعام آخر، فإن المعدة تشح به وتضن وتقبض عليه قبضاً شديداً، وخصوصاً إن كان قليل المقدار. وأما اللين الطبيعية فلا ينبغي أن يفعل من ذلك شيئاً.

اسم الکتاب : القانون في الطب المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 251
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست