responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القانون في الطب المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 201

وإن وقف عن الإسالة من الظفر فهو ثخين. ويجرب أيضاً في زجاجة بأن يلقي عليه شي‌ء من المر ويحرك بالأصبع فيعرف مقدار جبنيته ومائيته، فإن اللبن المحمود هو المتعادل الجبنية والمائية، فإن اضطر إلى من لبنها ليس بهذه الصفة دبر فيه، من وجه السقي، ومن علاج المرضعة. أما من وجه السقي فما كان من الألبان غليظاً كريه الرائحة، فالأصوب أن يسقى بعد حلب ويعرض للهواء، وما كان شديد الحرارة، فالأصوب أن لا يسقى على الريق البتة.

وأما علاج المرضع، فإنها إن كانت غليظة اللبن سقيت من السكنجيين البزوري المطبوخ بالملطفات مثل الفودنج والزوفا والحاشا والصعتر الجبلي تطعمه والطرنج ونحوه، ويجعل في طعامها شي‌ء من الفجل يسير وتؤمر أن تتقيأ بسكنجبين حار وأن تتعاطى رياضة معتدلة، وإن كان مزاجها حار أسقيت السكنجبين مع الشراب الرقيق مجموعين ومفردين، وإن كان لبنها إلى الرقة رفهت ومنعت الرياضة وغذيت بما يولد دماً غليظاً، وربما سقوها- إن لم يكن هناك مانع- شراباً حلواً أو عقيد العنب، وتؤمر بزيادة النوم فإن كان لبنها قليلًا تؤمّل السبب فيه هل هو سوء مزاج حار في بدنها كله أو في ثديها، ويتعرف ذلك من العلامات المذكورة في الأبواب الماضية ويلمس الثدي، فإن دل الدليل على أن بها حرارة غذيت بمثل كشك الشعير والأسفاناخ وما أشبهه، وإن دل الدليل على أن بها برد مزاج أو سدد أو ضعف من القوة الجاذبة زيد في غذائها اللطيف المائل إلى الحرارة وعلق عليها المحاجم تحت الثديين بلا تعنيف، وينفع من ذلك بزر الجزر. وللجزر نفسه منفعة شديدة وإن كان السبب فيه استقلالها من الغذاء غذيت بالأحساء المتخذة من الشعير والنخالة والحبوب. ويجب أن يجعل في أحسائها وأغذيتها أصل الرازيانج وبزره والشبث والشونيز وقد قيل: إن أكل ضروع الضأن والمعز بما فيه من اللبن نافع جداً لهذا الشأن لما فيه من المشاكلة أو لخاصية فيه، وقد جرب أن يؤخد وزن درهم من الأرضة أو من الخراطين المجففة في ماء الشعير أياماً متوالية ووجد ذلك غاية، وكذلك سلاقة رؤوس السمك المالح في ماء الشبث، ومما يغزر اللبن أن تؤخذ أوقية من سمن البقر فيصبّ فيه شي‌ء من شرار صرف ويشرب أو يؤخذ طحين السمسم ويخلط بالشراب ويصفّى ويسقى ويضمد الثديان بثفل الناردين مع زيت ولبن أتان، أو تؤخذ أوقية من جوف الباذنجان المسلوق، ويمرس بالشراب مرساً ويسقى وتغلى النخالة والفجل في الشراب ويسقى أو يؤخذ بزر الشبث ثلاث أواق، وبزر الحندقوقي وبزر الكراث من كل واحد أوقية، وبزر الرطبة والحلبة من كل واحد أوقيتان يخلط بعصارة الرازيانج والعسل والسمن ويشرب منه. وإذا كان اللبن بحيث يؤذي ويفسد من الكثرة لاحتقانه وتكاثقه فينقص بتقليل الغذاء وتناول ما يقل غذاؤه وبتضميد الصدر والبدن بكمّون وخل، أو بطين حر وخل، أو بعدس مطبوخ بخل ويشرب الماء المالح عليه. وكذلك أستعمال النعناع الكثير والاستكثار من ذلك للثدي يغزر اللبن، فأما اللبن الكريه الرائحة فيعالج بسقي الشراب الريحاني ومناولة الأغذية الطيبة الرائحة، وأما التدبير المأخوذ من مدة وضع المرضع فيجب أن تكون ولادتها قريبة لا ذلك القرب جداً، بل ما بينها وبينه شهر ونصف أو شهران،

اسم الکتاب : القانون في الطب المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 201
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست