responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القانون في الطب المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 202

وأن تكون ولادتها لذكر وأن يكون وضعها لمدة طبيعية، وأن لا تكون أسقطت ولا كانت معتادة الإسقاط.

ويجب أن تؤمر المرضع برياضة معتملة وتغذى بأغذية حسنة الكيموس ولا تجامع البتة، فإن ذلك يحرك منها دم الطمث فيفسد رائحة اللبن، ويقل مقداره بل ربما حبلت وكان من ذلك ضرر عظيم على الولدين جميعاً، أما المرتضع فلانصراف اللطيف من اللبن إلى غذاء الجنين، وأما الجنين فلقلة ما يأتيه من الغذاء لاحتياج الآخر إلى اللبن. ويجب في كل إرضاعة وخصوصا في الإرضاع الأول أن يحلب شي‌ء من اللبن ويسيل، وأن يعان بالغمز لئلا تضطره شدة المصّ إلى إيلام آلات الحلق والمري‌ء فيحجف به. وإن ألعِق قبل الإرضاع كل مرة ملعقة من عسل فهو نافع، وإن مزج بقليل شراب كان صواباً ولا ينبغي أن يرضع اللبن الكثير دفعة واحدة، بل الأصوب أن يرضع قليلًا قليلًا متوالياً، متوالياً فإن ارضاعه الشبع دفعة واحدة ربما ولد تمدداً ونفخة وكثرة رياح وبياض بول، فإن عرض ذلك فيجب أن لا يرضع ويجوعّ شديد أو يشتغل بنومه إلى أن ينهضم ذلك وأكثر ما يرضع في الأيام الأول هو في اليوم ثلاث مرات وإن أرضعته في اليوم الأول غير أمه على ما قد ذكرنا كان أصوب، وكذلك إذا عرض للمرضعة مزاج ردي‌ء أو علة مؤلمة أو إسهال كثير أو احتباس مؤذ، فالأولى أن يتولى إرضاعه غيرها إلى أن تستقل وكذلك إذا أحوجت الضرورة إلى سقيها دواء له قوة وكيفية غالبة، وإذا نام عقيب الرضاع لم يعنف عليه بتحريك شديد للمهد يخضخض اللبن في معدته، بل يرجح برفق. والبكاء اليسير قبل الرضاع ينفعه والمدة الطبيعية للرضاع سنتان. واذا اشتهى الطفل غير اللبن أعطي بتدريج، ولم يشدد عليه، ئم إذا جعلت ثناياه تظهر إلى الغذاء الذي هو أقوى بالتدريج من غير أن يعطى شيئاً صلب الممضغ، وأول ذلك خبز تمضغه المرضع ثم خبز بماء وعسل، أو بشراب أو بلبن ويسقى عند ذلك قليل ماء، وفي الأحيان مع يسير شراب ممزوج به، ولا تدعه يتملأ فإن عرض له كظة وانتفاخ بطن وبياض بول، منعته كل شي‌ء. وأجود تغذيته أن يؤخر إلى أن يمرخ ويحمم، ثم إذا أفطم نقل إلى ما هو من جنس الأحساء. واللحوم الخفيفة. ويجب أن يكون الفطام بالتدريج لا دفعة واحدة ويشغل ببلاليط متخذة من خبز وسكر، فإن ألح على الثدي واسترضع وبكى فيجب أن يؤخذ من المر والفوتنج من كل واحد درهم يسحق ويطلى منه على الثدي. ونقول بالجملة: إن تدبير الطفل هو الترطيب لمشاكلة مزاجه لذلك ولحاجته إليه في تغذيته ونموه والرياضة المعتدلة الكثيرة. وهذا كالطبيعي لهم فكأن الطبيعة تتقاضاهم به ولا سيما إذا جاوزوا الطفولية إلى الصبا، فإذا أخذ ينهض ويتحرك فلا ينبغي أن يمكن من الحركات العنيفة، ولا يجوز أن يحمل على المشي أو القعود قبل انبعاثه إليه بالطبع فيصيب ساقيه وصلبه افة، والوِاجب في أول ما يقعد ويزحف على الأرض أن يجعل مقعده على نطع أملس لئلا تخدشه خشونة الأرض، وينحى عن وجهه الخشب والسكاكين وما أشبه ذلك ما ينخس أو يقطع، ويحمى عن التزلق من مكان عال وإذا جعلت الأنياب تفطر منعوا كل صلب الممضغ لئلا تتحلل المادة التي منها تتخلّق‌

اسم الکتاب : القانون في الطب المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 202
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست