responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإلهيات من كتاب الشفاء المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 472

المضادة العظيمة و تأذت بها أذى عظيما، لكن هذا الأذى و هذا الألم ليس لأمر لازم، بل لأمر عارض غريب، و الأمر العارض الغريب لا يدوم و لا يبقى، و يزول و يبطل مع ترك الأفعال التى كانت تثبت تلك الهيئة بتكررها، فيلزم إذن أن تكون العقوبة التى بحسب ذلك غير خالدة، بل تزول و تنمحى قليلا قليلا [1] حتى تزكو النفس و تبلغ السعادة التى تخصّها.

و أما النفوس البله التى لم تكتسب الشوق فإنها إذا فارقت البدن و كانت غير مكتسبة للهيئات الردية صارت إلى سعة من رحمة اللّه تعالى و نوع من الراحة، و إن كانت مكتسبة للهيئات البدنيّة الردّية و ليس لها عندها هيئة غير ذلك و لا معنى يضاده و ينافيه فتكون لا محالة ممنوة بشوقها إلى مقتضاها، فتتعذب عذابا شديدا بفقد البدن و مقتضيات البدن من غير أن يحصل المشتاق إليه، لأن آلة ذلك قد بطلت و خلق التعلق بالبدن قد بقى.

و يشبه أيضا أن يكون ما قاله بعض‌ [2] العلماء حقا و هو أن هذه الأنفس إن‌


[1] - هذا الكلام مبنيّ على تكامل النفوس في البرزخ، كما هو منصوص في الشرائع الإلهية، و الآيات القرانية صريحة في ذلك و أحاديث أهل بيت الوحي و العصمة متظافرة فيه، إلّا أنّ الاقتحام في البحث عن ذلك لائق بالبطل العلمي، لأنّ التكامل البرزخي من أمّهات مسائل الحكمة المتعالية و السؤال المهم في المقام هو عن بيان نحو ذلك التكامل و لا مادّة هناك، و التكامل أنّما هو في عالم الطبيعة و المادة، فتبصّر و راجع النكتة 637 من كتابنا الف نكتة و نكتة.

[2] - ذلك البعض هو المعلّم الثاني أبو نصر الفارابي أنّما تصدّى لجواب ذلك السؤال المذكور آنفا، و هذا الجواب هو تعلق النفوس بعد مفارقتها عن أبدانها العنصرية، بالأجرام السماوية تعلّقا مّا، أعني نحوا من التعلق بحيث لا تصير تلك الأجسام أبدانا لها حتى يلزم التناسخ الباطل، و التعلق على عرض عريض و له مراتب لا يحصر في عدد خاص فانظر إلى تعلقك بولدك في أطواره و شئوناته بحسب سنيه، فللأب تعلّق بالولد في أوان‌

اسم الکتاب : الإلهيات من كتاب الشفاء المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 472
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست