responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإلهيات من كتاب الشفاء المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 471

الحيوانية و حصل لها ملكة استعلائية حدثت فى النفس الانسانية هيئة إذعانيه و أثر أنفعالى قد رسخ فى النفس الناطقة من شأنها أن يجعلها قوية العلاقة مع البدن شديدة الانصراف إليه.

و أما ملكة التوسط فالمراد منها التنزيه‌ [1] عن الهيئات الانقيادية و تبقية النفس الناطقة على جبلتها مع إفادة هيئة الاستعلاء و التنزه، و ذلك غير مضاد لجوهرها و لا مائل بها إلى جهة البدن، بل عن جهته؛ فإن المتوسط يسلب عنه الطرفان دائما. ثم جوهر النفس أنما كان البدن هو الذى يغمره و يلهيه، و يغفله عن الشوق الذى يخصه، و عن طلب الكمال الذى له، و عن الشعور بلذة الكمال إن حصل له، و الشعور بألم الكمال إن قصر عنه، لا بأن النفس منطبعة فى البدن أو منغمسة فيه، و لكن العلاقة التى كانت بينهما و هو الشوق الجبلى إلى تدبيره و الاشتغال بأثارة [2] و بما يورده عليه من عوارضه، و بما يتقرر فيه من ملكات مبدؤها البدن، فإذا فارق و فيه الملكة الحاصلة بسبب الاتصال به كان قريب الشبه من حاله و هو فيه، فبما ينقص من ذلك تزول غفلتة عن حركة الشوق الذى له إلى كماله، و بما يبقى منه معه يكون محجوبا عن الاتصال الصرف بمحل سعادته، و يحدث هناك من الحركات المتشوشة ما يعظّم أذاه.

ثم أن تلك الهيئة [3] البدنية مضادة لجوهرها مؤذية له، و إنما كان يلهيها عنها أيضا البدن و تمام انغماسها فيه، فإذا فارقت النفس البدن أحست بتلك‌


[1] - التنزيه من «ن- ز- ه» و قد قرء التبرئة من «ب- ر- أ».

[2] - «أي بقية ممّا كانت يورد عليه من عوارضه البدنية، و في التنزيل الكريم: «أو أثارة من علم» (الأحقاف: 5) أي بقيّة منه، و في طائفة من نسخ الكتاب «بآثاره ربما يورد عليه».

[3] - البحث عن التكامل البرزخي للنفوس الناطقة الإنسانية.

اسم الکتاب : الإلهيات من كتاب الشفاء المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 471
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست