responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإلهيات من كتاب الشفاء المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 470

الموجودات الواقعة فى ترتيبه، و تتصور العناية و كيفيتها.

و تتحقق أن الذات المتقدمة للكل أى وجود يخصها، و أية وحدة تخصّها، و أنها كيف تعرف حتى لا يلحقها تكثر و تغير بوجه من الوجوه، و كيف ترتيب نسبة الموجودات إليها.

ثم كلما ازداد الناظر استبصارا ازداد للسعادة استعدادا، و كأنه ليس يتبرّأ الإنسان عن هذا العالم و علائقه إلّا أن يكون أكّد العلاقة مع ذلك العالم فصار له شوق إلى ما هناك و عشق لما هناك فصدّه عن الالتفات إلى ما خلفه جملة.

و نقول أيضا: إن هذه السعادة الحقيقية لا تتم إلّا بإصلاح الجزء العملى من النفس، و لتقدم لذلك مقدمة، و كأنّا قد ذكرناها فيما سلف، فنقول: إن الخلق هو ملكة يصدر بها من النفس أفعال ما بسهولة من غير تقدم روية، و قد أمر فى كتب الأخلاق بأن يستعمل التوسط بين الخلقين الضدين لا بأن تفعل أفعال التوسط دون أن تحصل ملكة التوسط، بل أن تحصل ملكة التوسط، و ملكة التوسط كأنها موجودة للقوة الناطقة و للقوى الحيوانية معا، أما القوى الحيوانية فبأن تحصل فيها هيئة الإذعان، و أما للقوة الناطقة فبأن تحصل فيها هيئة الاستعلاء و اللا انفعال، كما [1] أن ملكة الإفراط و التفريط موجودة للقوة الناطقة و للقوى الحيوانية معا، و لكن بعكس هذه النسبة [2].

و معلوم أن الإفراط و التفريط هما مقتضيا القوى الحيوانية، و إذا قويت القوى‌


[1] - ناظر إلى قوله: «كأنّها موجودة» أي ملكة التوسط كأنّها موجودة للقوة الناطقة و للقوى الحيوانية معا، كما أن ملكة الإفراط و التفريط ....

[2] - يعني أنّ ملكة الإفراط و التفريط للقوى الحيوانية توجب هيئة الاستعلاء و اللا انفعال، و للقوة الناطقة هيئة الإذعان.

اسم الکتاب : الإلهيات من كتاب الشفاء المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 470
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست