الترتيب فى العلوم، فإن الأمور التى لا تتحرك
[1] و التعليميات [2] لا يظن أن فيها فاعلا أى مبدأ حركة، و لا أيضا يظن أن فيها غاية لأن
الغاية يظن أنها للحركة، و لا أيضا لها مادة بل إنما يبحث عن صورها، فلذلك استخف
بها [3] من استخف
[4]، قائلا: إنها لا تدل على علة تمامية، فالنظر فيها [5] لهذا العلم لا أن علما واحدا يتناولها
كما للمتقابلات فليست متقابلة، و لكن لأن علما واحدا بالوجه الذى [6] به هذا العلم واحدا يشرح أمرها، و ذلك
لأنا و ان سلمنا أن هذه العلل لا تجتمع فى العلوم كلها حتى تكون من الأمور العامة
الواقعة فى موضوعات للعلوم مختلفة، فإنها أيضا قد توجد فى علوم متفرقة، و لو كانت
أيضا فى علم واحد لم يكن فى منة صاحب ذلك العلم كالطبيعى مثلا الذى فى صناعته هذه
المبادئ [7] كلها أن يثبتها، لأنها مبادئ للعلم
الطبيعى و يتكلم فيما يعرض لها على أنه ليس الأمر كذلك
[8]. فليس كل فاعل مبدأ حركة على ما قيل، فالأمور التعليمية فى طبائعها
أنما يجب وجودها بغيرها [9]،
و طبائعها لا تفارق المادة و إن جردت عن المادة فى الوهم فقد يلزمها فى الوهم من
القسمة و من التشكل ما يكون بسبب المادة، و يكاد أن