responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإلهيات من كتاب الشفاء المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 305

لا يكون وجود ذلك الغرض و لا وجوده بمنزلة واحدة بالقياس إلى ذاته و كمالات ذاته و مصالحها، بل يكون كونه عن ذاته كون الأغراض التى تختص بذاته فيعود إلى أن ذاته تنال بذلك كمالا و حظا خاصا. و لذلك فإن سؤال اللم لا يزال يتكرر إلى أن يبلغ المبلغ الراجع إلى الذات. مثاله إذا قيل للفاعل: لم فعلت كذا؟ فقال: لينال فلان غرضا فيقال له: و لم طلبت أن ينال فلان غرضا؟ فقال: لأن الإحسان حسن لم يقف السؤال بل قيل:

و لم تطلب ما هو حسن؟ فإذا أجيب حينئذ بخير يعود إليه أو شر ينتفى عنه وقف السؤال، فإن حصول الخير لكل شى‌ء و زوال الشر عنه هو المطلوب بذاته مطلقا.

فأما الشفقة و الرحمة و العطف على الغير و الفرح بما يحسن إلى الغير، و الغم بما يقع من التقصير و غير ذلك فهى أغراض خاصة للفاعل و دواع يذم عاصيها [1] أو تنحط به منزلة كماله.

فالجود هو إفادة الغنى فى جميع الجهات عن الإفادة كمالا [2] فيكون ذلك المعنى بالقياس إلى القابل خيرا و بالقياس إلى الفاعل جودا، و كل إفادة كمال فإنه يكون بالقياس إلى القابل خيرا، سواء كان بعوض أو لا بعوض و لا يكون بالقياس إلى الفاعل جودا إلّا أن يكون لا بعوض.

فهذا هو البيان لحقيقية الخير و الجود.

و قد تكلّمنا على العلل و أحوالها، و بقى أن نجمل فيها القول فنقول: إن هذه العلل الأربع و إن كان يظن بها أنها لا تجتمع فى كثير من الأمور الموجودة


[1] - «عاملها» نسخة.

[2] - مفعول «إفادة».

اسم الکتاب : الإلهيات من كتاب الشفاء المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 305
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست