تكون المقادير هيوليات [1] قريبة للأشكال المقدارية و الوحدات أيضا للعدد، و العدد لخواص
العدد، فهذه يوجد لها مبدأ فاعلى و مبدأ قابلى و حيث كانا كان تمام، و التمام هو
الاعتدال، و التحديد و الترتيب التى بها يكون لها ما يكون من الخواص، و إنما هى
لأجل أن يكون [2] على ما هى عليه من الترتيب و الاعتدال
و التحديد، فإن منع أن يكون هذا تماما أى غاية حركة فلا يمنع أن يكون خيرا و يكون
علة غائية لأنه خير، و هناك أيضا إنما كان علة لأنه خير ثم كان اتفق لذلك الخير إن
كان تماما لحركة إذ كان السبيل إليه بحركة.
و لو لا أن الخواص و اللواحق التى لهذه هى غايات تتأدى إليها مباديها [3] لما كان الطالب يطلبها فى المواد لتلك
الغايات، فان الصانع يحرك المادة إلى أن تكون مستديرة، و لا تكون الغاية هى
الاستدارة نفسها بل شىء من خواصها و لواحقها فتطلب الدائرة لها، فقد صارت هذه
العلل أيضا مشتركة فيجب أن ينظر فيها صاحب هذا العلم
[4]، و ليس انّما ينظر فى المشترك فقط بل ينظر فيما يخصّ علما علما [5]، لكنه مبدأ لذلك العلم [6] و عارض للمشترك، فإنّ هذا العلم قد
ينظر فى العوارض المخصّصة للجزئيات إذا كانت لذاتها و أوّلا و كانت لم تتأدّ بعد
إلى أن تكون أعراضا ذاتية لموضوعات