بعائدة ما فذاته ناقصة فى وجودها أو فى كمالاتها. و إن كان بحسب شىء
آخر فلا يخلو إما أن يكون صدور ذلك المعنى عنه إلى غيره بحيث كونه عنه له و لا
كونه عنه بمنزلة [1]، حتى أنه لو لم يصدر عنه ذلك الخير
الذى هو خير بحسب غيره كانت حاله من كل جهة كحاله لو صدر عنه ذلك فلم يكن ذلك أجمل
به و أحسن به و أجلب لمحمدة أو غيرها من الأعراض الخاصة فى ذاته و لا ضده [2] غير الأجمل به و غير الجالب إليه
محمدة أو غيرها من الأغراض المأثورة و النافعة، و حتى لو لم يفعل ذلك لما ترك ما
هو الأولى و الأحسن به فيكون لا داعى له إلى ذلك و لا مرجح لأن يصدر عنه ذلك الخير
إلى غيره [3] على مقابله
[4]. و مثل هذا إن لم يكن شيئا يصدر عن طبع و عن إرادة ليست على سبيل
إجابة [5] داع بل على وجه آخر سيوقف عليه فلا
يكون [6] مصدرا لأمر من الأمور عن علة من
العلل.
بل [7] يجب أن يكون الأولى بالفاعل القاصد
بالقصد المذكور أن يكون أنما يفيض خيرا على غيره، لأنه أولى به و ضده غير الأولى
به، و يرجع آخر الأمر إلى غرض يتصل بذاته و يعود على ذاته و يرجع إلى ذاته، و
حينئذ
[4] - متعلق بقوله: «و لا مرجّح» أي لا مرجّح لذلك الصدور على
مقابل ذلك الصدور أي عدم الصدور، فقوله «على مقابله» اضيفت كلمة «مقابل» إلى
الضمير، و المصدرية تصحيف.