responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإلهيات من كتاب الشفاء المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 303

سواء [1] استفاد عوضا ماليا إما من جنسه و إما من غير جنسه، أو شكرا أو ثناء تفرّج به، أو استفاد أن صار فاضلا محمودا بأن فعل ما هو أولى و أحرى الذى لو لم يفعله لم يكن جميل الحال فى فضيلته.

لكن الجمهور لا يعدون هذه المعانى فى الأعواض، فلا يمتنعون عن تسمية من يحسن إلى غيره بشى‌ء من هذه الخيرات المظنونة أو الحقيقية التى يحصل له بذلك ثناء جوادا، و لو فطنوا لهذا المعنى لم يسموه جوادا، إذ الواحد منهم إذا أحسن إليه لغرض و إن كان شيئا غير المال ففطن له استخف المنة أو أنكرها و أبى أن يكون المحسن إليه جوادا إذ كان فعله لعلة.

فإذا تحقق و حصل‌ [2] معنى الجود كان إفادة الغير كمالا فى جوهره أو فى أحواله من غير أن يكون بإزائه عوض بوجه من الوجوه فكل‌ [3] فاعل يفعل فعلا لغرض يؤدى إلى شبه عوض فليس بجواد، و كل مفيد للقابل صورة أو عرضا و له غاية أخرى تحصل بالخير الذى أفاده إياه فليس بجواد.

بل نقول: إن الغرض و المراد فى المقصود لا يقع إلّا للشى‌ء الناقص الذات، و ذلك لأن الغرض إما أن يكون بحسب نفسه فى ذاته أو بحسب مصالح ذاته‌ [4] أو بحسب شى‌ء آخر فى ذاته أو فى مصالحه، و معلوم أنه إن كان غرضه بحسب ذاته أو بحسب مصالح ذاته و بالجملة بحسب أمر يعود على‌ [5] ذاته‌


[1] - دفع دخل، كأنّه يقال: الشكر ليس استفادة ماليا، فقال: سواء ....

[2] - «فإذا حقّق و حصل» أكثر النسخ.

[3] - جواب «فإذا».

[4] - بأن لا يكون بدونه كاملا.

[5] - «العود» إن عدّي بإلى كان بمعنى الرجوع، و إن عدّي بعلى كان بمعنى العطف و المنفعة و الفضل و الرحمة و منه ما في الأدعية المأثورة عن النفوس المقدسة: «إلهي عد عليّ بفضلك و رحمتك».

اسم الکتاب : الإلهيات من كتاب الشفاء المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 303
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست