responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإلهيات من كتاب الشفاء المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 239

حتى يكون هذا الذى نقول له: إنه ذو نفس درّاكة مجملا [1] الذى هو غير محصل، أى أنه ذو نفس هو قد صار محصّلا من حاله أن نفسه حساسة ناطقة، فيكون هذا تحصيلا لكونه ذا نفس درّاكة. فليس يكون الجسم ذو النفس الدراكة شيئا، و كونه ذا نفس ناطقة شيئا ينضم إليه خارجا عنه، بل يكون هذا الذى هو حيوان هو الجسم ذو النفس الدراكة.

ثم كون نفسه دراكة أمر مبهم، و لا يكون بالفعل فى الوجود مبهما [2] ألبتة كما علمت، بل يكون فيه محصلا، و إنما يكون هذا الإبهام فى الذهن، إذ يكون مشكلا عليه حقيقة النفس الدراكة حتى يفصل، فيقال دراكة بالحس و التخيل و النطق‌ [3].

و إذا أخذ الحس فى حد الحيوان فليس هو بالحقيقة الفصل، بل هو دليل على الفصل. فإن فصل الحيوان أنه ذو نفس دراكة متحركة بالإرادة و ليس هوية نفس الحيوان أن يحس، و لا هويته أن يتخيل، و لا هويته أن يتحرك بالإرادة، بل هو مبدأ لجميع ذلك، و هذه كلها قواه، ليس أن ينسب إلى بعضها أولى من أن ينسب إلى الآخر، لكنه شي‌ء ليس له فى نفسه اسم، و هذه توابعه، فنضطر إلى أن نخترع له اسما بالنسبة إليها. و لهذا [4] نجمع الحس و التحرك معا فى حده، و نجعل الحس كأنه معنى يجمع الحس الظاهر و الحسّ الباطن، أو يقتصر على الحس فيكون دالا على جميع ذلك‌


[1] - أي قولا مجملا، لا على أنه خبر «يكون هذا الذي» بل خبره هو: «قد صار».

[2] - أي في الخارج لا يوجد مبهما.

[3] - أي مدرك بالنطق و هو مدرك المعقولات.

[4] - أي يكون الفصل أمرا واحدا، و هذه الأمور لوازم له، فلذا يجمع في القول هذه الأمور لأنّها لوازم جميعا.

اسم الکتاب : الإلهيات من كتاب الشفاء المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 239
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست