الفصل السابع من المقالة الخامسة فى تعريف مناسبة الحد و المحدود
و لقائل أن يقول: إن الحد كما وقع عليه الاتفاق من أهل الصناعة مؤلف
من جنس و فصل، و كل واحد منهما مفارق للآخر، و مجموعهما هو الحد [1]، و ليس الحد إلّا ماهية المحدود،
فتكون نسبة المعانى المدلول عليها بالجنس و الفصل إلى طبيعة النوع كنسبتها فى الحد
الى المحدود [2]. و كما أن الجنس و الفصل جزءا الحد،
فكذلك معنياهما جزء المحدود. و إذا كان كذلك لم يصح حمل طبيعة الجنس على طبيعة
النوع لأنه جزء منه.
فنقول: إنا إذا حددنا فقلنا: الإنسان مثلا حيوان ناطق فليس مرادنا
بذلك أن الإنسان هو مجموع [3] الحيوان و الناطق، بل مرادنا بذلك أنه الحيوان الذى ذلك الحيوان
ناطق، بل الذى هو بعينه الناطق. كأنّ الحيوان فى نفسه أمر لا يتحصل وجوده على
النحو الذى قلنا قبل [4].
فاذا كان ذلك الحيوان ناطقا