responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإلهيات من كتاب الشفاء المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 157

كالسريع و البطى‌ء، و الثقيل و الخفيف فى الأوزان، و الحاد و الثقيل فى الأصوات و كذلك قد تقع فيها كلها إضافة فى إضافة، و فى الإين كالأعلى و الأسفل، و فى المتى كالمتقدم و المتأخر، و على هذه الصفة، و يكاد ان تكون المضافات منحصرة فى أقسام المعادلة، و التى بالزيادة و النقصان، و التى بالفعل و الانفعال و مصدرها من القوة، و التى بالمحاكاة.

فأما التى بالزيادة فإمّا من الكم كما تعلم، و إما فى القوة مثل الغالب و القاهر و المانع و غير ذلك. و التى بالفعل و الانفعال كالأب و الابن و القاطع و المنقطع و ما أشبه ذلك، و التى بالمحاكاة فكالعلم و المعلوم و الحس و المحسوس، فإن بينهما محاكاة، فإن العلم يحاكى هيئة المعلوم، و الحس يحاكى هيئة المحسوس، على أن هذا لا يضبط تقديره و تحديده.

لكن المضافات قد تنحصر من جهة، فقد يكون المضافان شيئين لا يحتاجان إلى شى‌ء آخر من الأشياء التى لها استقرار فى المضاف حتى تعرض لأجله لهما إضافة، مثل المتيامن و المتياسر، فليس فى المتيامن كيفية أو أمر من الأمور مستقر صار به مضافا بالتيامن إلّا نفس التيامن. و ربّما احتيج إلى أن يكون فى كل واحد من الأمرين شى‌ء حتى يصير به منقاسا إلى الآخر، مثل العاشق و المعشوق. فإن فى العاشق هيئة إدراكيه هى مبدأ الإضافة، و فى المعشوق هيئة مدركة هى التى جعلته معشوقا لعاشقه.

و ربما كان هذا الشى‌ء فى إحدى الجهتين دون الأخرى مثل العالم و المعلوم. فإن العالم قد حصل فى ذاته كيفية هى العلم، صار بها مضافا إلى الآخر. و المعلوم لم يحصل فى ذاته شى‌ء آخر، إنما صار مضافا لأنه قد حصل فى ذلك الآخر شى‌ء هو العلم.

و الذى بقى لنا ههنا من أمر المضاف أن نعرف هل الإضافة معنى واحد

اسم الکتاب : الإلهيات من كتاب الشفاء المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 157
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست