اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 32
شأن داود:
«فآتاه اللَّه الملك والحكمة وعلّمه ممّا يشاء» [1].
وكما في شأن عيسى حيث قال تعالى: «قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَ لِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ» وفي شأن النبي صلى الله عليه و آله و سلم: «ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ ...»[2] وأيضاً قوله تعالى: «وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ» وتذكير بني إسرائيل:
وقال تعالى في شأن لقمان- وقد عقد القرآن سورة كاملة في شأنه-: «وَ لَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ».
وقد قال تعالى: «فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَ حاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ»[3].
ومقتضى ارتباط الآية للتي قبلها: «أَ فَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَ أَشَدَّ قُوَّةً وَ آثاراً فِي الْأَرْضِ فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ» وإن كان يناسب كون العلم الذي فرحوا به وكذّبوا الرسل هو علم تدبير المعاش، إلّا أنه بقرينة إرادة جميع الأمم التي من قبل، لا ينحصر العلم في علم المعاش وإن أطلق عليه أيضاً كما في قوله تعالى: «يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَ هُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ»[4] فإنّ اليهود مثلًا كذّبوا بعيسى فرحين بما عندهم من العلم بالشرايع السابقة، كما أنّ الصابئة لم تؤمن بجملة من الرسل من بني إسرائيل فرحاً بما عندهم من علم الدين السابق، كما أنّ تكذيب قريش واليهود للنبي صلى الله عليه و آله و سلم أيضاً هو فرحاً بما عندهم من علم بالملّة الإبراهيمية.
والحاصل: أنّ في الآية تعميم لكلّ الأقوام التي سبقت من لدن آدم حتى النبي