responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 33

الخاتم صلى الله عليه و آله و سلم. ومن ثمّ صحّ ما حكاه الطبرسي والرازي من بعض الوجوه المرادة من العلم الذي فرحوا به أنه يريد علم الفلاسفة والدهريين من بني يونان و كانوا إذا سمعوا بوحي اللَّه صغّروا علم الأنبياء إلى علمهم. وعن سقراط أنه سمع بموسى عليه السلام وقيل له أو هاجرت إليه؟ فقال: نحن قوم مهذّبون فلا حاجة إلى من يهذّبنا [1]، انتهى.

وعن الجزائري: إنّ عيسى لما دعا أفلاطون إلى التصديق بما جاء به أجاب بأنّ عيسى رسول إلى ضعفة العقول وأما أنا وأمثالي فلسنا نحتاج في المعرفة إلى إرسال الأنبياء [2].

والحاصل: أنّ تكذيب الرسل من قِبَل الأمم كما في اليهود لعيسى عليه السلام والصابئة لأنبياء بني إسرائيل وأهل الكتاب لسيد الأنبياء صلى الله عليه و آله و سلم لم يكن لإنكارهم أصل التوحيد والغيب وإنّما كان إنكارهم للشرائع التي أتى بها الأنبياء والحكم والآداب والمعارف فرحاً بما عندهم من آراء وعلوم.

الدعوة إلى التعقل في وصية الإمام الكاظم عليه السلام

وقد أكّد القرآن الكريم وأهل البيت عليهم السلام في دعوتهما وخطابهما على التعقّل والتصديق بالمعرفة. و هذا مما يقتضي أنّ في بيان القرآن والعترة إفصاح عن الدليل والبرهان وعن الحكمة، وأنّ الغاية من هدايتهما إيصال المخاطب إلى التصديق عن الدليل واليقين تفصيلي لا التصديق عن دليل إجمالي، و ذلك عبر إثارة وتحفيز عقل المخاطب وتنبيهه إلى وجوه الأدلة والبراهين والحكمة في الأشياء.

ففي وصية موسى بن جعفر عليه السلام لهشام قال:

يا هشام إنّ اللَّه تبارك وتعالى بشّر أهل العقل والفهم في كتابه فقال: «فبشر عبادي

الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ


[1] . جوامع الجامع: 3/ 254، وبحار الأنوار: 60/

[2] . الحدائق الناضرة 1/ 126- 128 عن الأنوار النعمانية، ومصباح الفقيه: 7/ 275.

اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست