responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 305

العميق يؤدّي بهم ذلك إلى الاغترار والتفريط في علوم الأحكام وعلم الحلال والحرام.

و هذا ما يجعل قاعدة الأتباع لهم فريسة جملة من السلوك الشاذّ والانحرافات العمليّة عن الجادّة.

ولنستعرض جملة من الشواهد والملامح عن ذلك:

مؤاخذاتهم عليهم السلام على تيّار المغيريّة والخطابيّة بعدم تضلّعهم في الفقه

1- روى الكشي بإسناده عن ابن أبي نصر عن علي بن عقبة عن أبيه قال:

دخلت على أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: فسلّمت وجلست فقال لي:

كان في مجلسك هذا أبو الخطّاب ومعه سبعون رجلًا كلّهم إليه يتألّم [1] منهم شيء رحمتهم، فقلت لهم: ألا أخبركم

بفضائل المسلم؟ فلا أحسب أصغرهم إلّاقال: بلى جعلت فداك، قلت: من فضائل المسل أن يقال: فلان قارىء لكتاب اللَّه عزوجل، وفلان ذو حظّ من ورع، وفلان يجتهد في عبادته، لربّه فهذه فضائل المسلم، ما لكم وللرياسات! إنما المسلمون رأس واحد، إيّاكم والرجال فإنّ الرجال للرجال مهلكة فإنّي سمعت أبي يقول: إنّ شيطاناً يقال له المذهب يأتي في كلّ صورة إلّاأنّه لا يأتي في صورة نبيّ ولا وصيّ نبي، ولا أحسبه إلّاوقد تراءى لصاحبكم فاحذروه! فبلغني أنّهم قتلوا معه فأبعدهم اللَّه وأسحقهم إنّه لا يهلك على اللَّه إلّاهالك [2].

ويظهر من هذا الحديث تأكيده عليه السلام بشدّة على هذا التيّار بلزوم التقيّد بموازين والمصادر الظاهرة للشريعة، كالدلالة الظاهرة لألفاظ الآيات ولزوم التقيّد في السيرة العملية بحدود ظاهر الشريعة، ولزوم بناء عمل المسلم على طابع وأبواب العبادة في الشريعة والاجتهاد فيها. و هذا مما يشير إلى عكوف هذا التيّار على المعارف وتسويل ذلك لهم بالتفريط في الشريعة والعمل في الدين فيبيّن عليه السلام


[1] . قال في البحار وفي بعض النسخ: ينالهم.

[2] . رجال الكشي ح 516.

اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 305
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست