responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 304

وقد أشار عليه السلام في مكاتبته للمفضّل بن عمر إلى أساس بزوغ هذا الخطأ المنهجي والشذوذ الذي سبّب التمادي فيه فيما بعد، فجوة عظيمة وكبيرة. فإن الانحراف عن الطريق المستقيم يبدأ يسيراً ثم لا يزيده كثرة السير إلّابُعداً عن الطريق الصحيح كما ورد في الصحيح عن أبي عبد اللَّه عليه السلام يقول:

العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق لا يزيده سرعة السير إلّابُعداً [1].

وقد مرّ بيان ذلك في الفقرات السابقة من المكاتبة وفيها أمور أخر نبّه عليها الإمام عليه السلام.

فهذا التطرّف في باطن الحقائق والأمور على حساب التفريط في الظاهر- أي بنحو يؤدّي إلى التهاون بحدود ظاهر الشريعة- أدّى إلى جملة من الشذوذات في السلوك الفقهي. و هذا نمط من التطرّف والخروج عن حدّ الاعتدال والتوازن الذي هو من أنماط الغلو، لا أنّ ذات المقالة في المعارف التي تبنّوها هي في أصلها خروج عن الحدّ، ومن ثمّ أكدت الوصية النبوية من قوله صلى الله عليه و آله و سلم:

إنما العلم ثلاثة: آية محكمة أو فريضة عادلة أو سنّة قائمة [2]

حيث بيّن صلى الله عليه و آله و سلم عدم حصر العلم في أحد الثلاثة بل التوازن والتعادل لا يحصل إلّابالتضلّع في الثلاث.

وفي الكافي بسند صحيح عن أبي عبد اللَّه عليه السلام يقول:

لا يقبل اللَّه عملًا إلّابمعرفة ولا معرفة إلّابعمل، فمن عرف دلّته معرفته على العمل ومن لم يعمل فلا معرفة له، ألا أنّ الإيمان بعضه من بعض [3].

وهذه ظاهرة تتكرّر في التيار الذي يقف على أسرار المعارف، وهي وإن لم تكن ظاهرة متفشيّة في جميع رموز هذا التيّار ونماذجه، إلّاأنّها ظاهرة متفشيّة في الكثير منه، فتراهم بسبب الوقوف على الكثير من المعارف الشامخة وذات الغور


[1] . الكافي 1/ 43.

[2] . الكافي 1/ 32.

[3] . الكافي 1/ 44.

اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 304
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست