responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 140

سلمان بحقيقة التوحيد وبقيّة أصول المعارف، وإنّما يحسب أبو ذرّ أنّ تلك المقالات التي يتبنّاها سلمان هي تطرّف وإفراط في القول وإسناد الشؤون الإلهيّة لغير اللَّه.

فإذا كان هذا موقف أبي ذر وهو ممّن بلغ الدرجة التاسعة من الإيمان تجاه معارف سلمان الذي بلغ الدرجة العاشرة فكيف بسائر الخلق ممّن هو في الدرجات الدانية من الإيمان كما بيّن ذلك في موثقة مسعدة بن صدقة، بل كيف يتوقع نظرة غير المؤمن من سائر المسلمين تجاه تلك المعارف.

ومن ثمّ نخرج بنتيجة أنّ إسناد الكفر تجاه رواة المعارف والأسرار لابدّ من التثبّت فيها والتروّي والوقوف على حقيقة مقال من أسند إليه الغلوّ أو التكفير.

ومن ثمّ مارس سلمان التقية في تلك المعارف مع أبي ذرّ ولو أقدم على إذاعتها وإفشائها لرمي سلمان بالكفر كما رمي غيره.

وبعبارة أخرى: أنّ هناك معنى للغلو غير ما اشتهر من معناه- كما سيأتي في مبحث معاني الغلو- وهو التعويل على مقالة حقّ، فيها من المعرفة العظيمة بحيث يتعاظم العارف بها إلى ما يؤدّي إلى التفريط بالأعمال والحدود والأحكام الظاهرة ويبلغ من عظم المعرفة في تلك المقالة استنكارها من الخواصّ فضلًا عن عموم العامّة و ذلك لعدم وعيهم حقايقها وتأويلها، و هذا يؤكّد أنّ جملة من المقالات الحقّة لها مثل هذه التداعيات وردّ الفعل المنطبع على الآخرين بهذا النحو.

وبعبارة ثالثة: إنّ جملة من المعارف الحقّة لصعوبة فهمها ودركها على نخبة العقول فضلًا عن عموم الأذهان يستعصي فهمها بنحو موزون سديد لا يقع تأويلها وتفسيرها على معنى منحرف خاطىء، يحظر إفشائها ونشرها على السطح العامّ لأنّها تُحدث معنى خاطئاً انحرافياً لدى الكثير، فيكون الغلوّ في هذا النمط هو الإفراط في الإذاعة والنشر أو تسبيب وقوع والتغرير بجرّ جماعة من السذّج إلى الالتزام بمقالات يفرط فيها القول. وممّا يؤكّد وجود هذا المعنى من الغلو عدة

اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 140
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست