responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 139

حديثي ثم اعقلوه عنّي ألا وإني أوتيت علماً كثيراً فلو حدثتكم بكل ما أعلم من فضائل أمير المؤمنين لقال طائفة منكم هو مجنون وقال طائفة أخرى اللهم اغفر لقاتل سلمان.

قال العلّامة المجلسي رحمه الله: قوله عليه السلام: في قلب سلمان- في ما رواه مسعدة بن صدقة- أي من مراتب معرفة اللَّه ومعرفة النبي والأئمة صلوات اللَّه عليهم فلو كان أظهر سلمان له شيئاً من ذلك لكان لا يحتمله ويحمله على الكذب وينسبه إلى الارتداد أو العلوم الغريبة والآثار العجية التي لو أظهرها له لحملها على السحر فقتله، أو كان يفشيه ويظهره الناس فيصير سبباً لقتل سلمان على الوجهين. وقيل الضمير المرفوع راجع إلى العلم والمنصوب إلى أبي ذر أي لقتل وأهلك ذلك العلم أبا ذر أي كان لا يحتمله عقله فيكفر بذلك أو لما يطيق ستره وصيانته فيظهره للناس فيقتلوه [1].

وقال الخاقاني: من مارس الأخبار وتصفح الآثار لا يشك في أنه قد كان لكل واحد من الأئمة عليهم السلام خواص من شيعته يطلعونهم على عجائب أمورهم وغرائب أخبارهم ولم يطلعوا سواهم عليها لعدم اتساع صدورهم لتحمل مثل تلك الأمور النادرة، فإذا حدث أولئك الخواص بتلك الأحاديث التي لم يشاركوا في روايتها بادر طوائف من الشيعة إلى تكذيبهم والرد عليهم ونسبتهم إلى الغلو وارتفاع القول كما وقع في شأن سلمان وأبي ذر من قوله صلى الله عليه و آله و سلم:

لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله [2].

والجامع في هذه الأحاديث عن سلمان أنّ ما يعلمه سلمان لو اطّلع أبو ذرّ على مقالته لحسبها أنها من الكفر أي أنّ تلك المقالة والأمور التي يعتقدها سلمان هي كفر بحسب الأفق العلمي والقناعات المعرفية عند أبي ذرّ، وعلى هذا التقدير فلو صدر القول بالتكفير عن أبي ذرّ في حقّ سلمان لما كان له حقيقة لعدم إخلال


[1] . بحار الأنوار 22/ 343.

[2] . رجال الخاقاني: 160.

اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 139
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست