وهذه الصفات والخصوصيات كلّها نابعة عن الدناءة والرذالة والخلود إلى الدنيا السافلة وعدم الخوف من اللَّه وقلّة التقوى، فصاحبه لا يبالي ما يفعل إذا سلمت له دنياه ومتى ما رأى رواج الدين يجعله بضاعة يشتري بها دنياه وقد ألهاه حبّ الرياسات الباطلة عن اللَّه.
وقال العلّامة النمازي في بيان ذم السفلة ولزوم الاحتراز عنهم بأنّه يمكن تأويل الأسفلين وأسفل السافلين في الآيتين بأعداء آل محمد عليهم السلام. انتهى [2].
وعلى هذا الاحتمال يمكن أن يقال بأنّ وجه تسميتهم بالسفلة لأجل كونهم في الدرك الأسفل في النار وبما أنّ هذه المرتبة من النار إنّما هي محلّ المنافقين كما قال تعالى: «إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ»[3] فيمكن أن يقال إنّ السفلة أظهروا الإيمان وموالاة أهل البيت عليهم السلام وأبطنوا الكفر ومعاداتهم طلباً للدنيا وأنّهما من أقسام النفاق الآتية ذكرها.
السفلة وأسرار المعارف
ومن أهمّ ما يمكنهم استخدامه للوصول إلى مطامعهم هي المعارف الغامضة والأسرار الشاهقة من علوم أهل البيت عليهم السلام فإنّه بتوسّطها يترأسّون على قلوب العباد لما في هذه المعارف من طلاوة وطراوة وعمق وعلوّ، فبنقل هذه المعارف العميقة وتذييعها يجعلون أنفسهم في موقع المتعمّق الراسخ في الأسرار والمعارف ويخدعون الناس فيها، ولأجل ذلك حذر أئمة أهل البيت عليهم السلام عن