اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 100
فمن نماذج النمط الأوّل ما يظهر من موقف جابر الجعفي الذي هو من كبار رواة المعارف والمختصين بلطائف الأسرار- وقد مضت ترجمته في الجزء السابق- ومغيرة بن سعيد وأبا الخطّاب مع روّاد البترية، كأمثال سفيان الثوري وابن عيينة وكثير النوا.
نظير ما رواه الكشي عن الحميدي قال: سمعت ابن أكثم الخراساني قال لسفيان: أرأيت يا أبا محمد الذين عابوا على جابر الجعفي قوله: حدثني وصيّ الأوصياء؟ فقال سفيان: هذا أهونه [1].
فإنّه ظاهر بيّن من مفاد هذه الرواية أنّ مقالات جابر ورواياته تصعب على روّاد البترية سماعها أو الحديث عنها وأنّها كانت تستفزّهم.
وكذا ما رواه ابن عدي في الكامل بسنده عن شهاب قال: سمعت ابن عيينة يقول: تركت جابر الجعفي وما سمعت منه، قال: «دعا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم علياً يعلّمه ما يعلمه ثم دعا علي الحسن فعلّمه ما يعلم ثم دعا الحسن الحسين فعلّمه ما يعلم حتى بلغ جعفر بن محمد» قال: فتركته لذلك ولم أسمع منه.
وروى أيضاً عن الحميدي يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: سمعت جابر الجعفي يقول: انتقل العلم الذي كان في النبي صلى الله عليه و آله و سلم إلى علي ثم انتقل من علي إلى الحسين بن علي ثم لم يزل حتى بلغ جعفر بن محمد قال: وقد رأيت جعفر بن محمد [2].
ومن هاتين الروايتين يظهر أنّ مقالة رواة أسرار المعارف كانت هي الشغل الشاغل المثيرة لدى البترية وأنّ روّاد الحاملين لراية أهل البيت عليهم السلام في الرواة هم ذلك الفريق الذين يختصّون برواية لطائف المعارف وغورها.
وكذا ما رواه القطب الراوندي عن جابر قال: كنّا عند الباقر عليه السلام نحواً من