responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرجعة بين الظهور و المعاد المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 341

تحقيق في صناعة الدراية والحديث

واعلم أن جماعة من فحول الفقهاء وأكابر المحدثين المتبحرين قد أشاروا إلى أن المتن الروائي ومتن الرواية الواحدة قد يختلف صورته وألفاظه من راو إلى آخر، سواء الراوي المباشر أو من سلسلة الرواة في الطريق عن الراوي المباشر وذلك لأسباب عديدة:

الأول: الاقتضاب والإيجاز، فقد يكون الراوي المباشر يروي المتن تارة باقتضاب وإيجاز وتارة أُخرى بتفصيل وبسط، وهاتان الحالتان يختلف بحسبهما متن الرواية خبطاً وإتقاناً ووضوحاً وإبهاماً، وذلك بحسب ما يتمتع به الراوي المباشر من ضبط علمي وإتقان في النقل والتصوير وقوة الحافظة والالتفات والتركيز، وكذلك الحال يسري في سلسلة الرواة في الطريق عن الراوي المباشر.

وهذا يوجب تعدد المتون في الحديث الواحد كثيراً، ويتوهم غير الخبير بالدراية أن هذه أحاديث متعددة، أو ينساق الى متن واحد ويعكف عليه ويغفل عن إستقصاء المتون الأخرى المنقولة مع كونها بالغة الأهمية في الوقوف على حقيقة المضمون، لأن هذه المتون المختلفة إما بمثابة ألبسة وإما بمثابة وجوه وزوايا لحقيقة واحدة، فمن ثم كان الاغترار والاسترسال بمتن مروي واحد يوجب وقوع الفقيه أو المفسر أو المتكلم بعيداً عن حقيقة المدلول الأصلي الصحيح للرواية لاسيما إذا كان المبحث عقائدياً والبحث في مسألة اعتقادية، فإنه لا يعوّل على إيهام نقل آحاد وخبر منفرد من دون وصوله إلى استفاضة متواترة في الدلالة لا من جهة خصوص أصل الصدور

اسم الکتاب : الرجعة بين الظهور و المعاد المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 341
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست