responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحاكمية بين النص و الديمقراطية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 59

الغيبة أن لا يفتتن الفقيه والمجتهد بهذا النزر اليسير من تراث الأئمّة الّذي هو كالقطرة من محيطات بحور علوم الإمام المهديّ، وكم المحنة والفتنة مشابهة لمحنة وفتنة الأمّة بعد رحيل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم فإن الأمّة افتتنت وحسبت أنّها تستغني بالقرآن الصامت وهو المصحف الشريف عن القرآن الناطق وهو عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وفتنة صفين والتحكيم الّذي وقع فيها كان افتتاناً وامتحاناً لأهل العراق والكوفة لحكمة وغاية ربانية عظيمة وهي إيقاظ ذوي الألباب والأبصار بحاجتهم إلى القرآن الناطق، وعدم ارتفاع الفتنة باستبدادهم بالقرآن الصامت وهو المصحف من دون من نصبه اللَّه قيماً على بيان حقائق الكتاب.

وفي رواية إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال:

إنّما مثل علي ومثلنا من بعده من هذه الأمّة كمثل موسى النبيّ عليه السلام والعالم حين لقيه واستنطقه وسأله الصحبة فكان أمرهما ما اختصّه اللَّه لنبيّه صلى الله عليه و آله و سلم وذلك أنّ اللَّه قال لموسى:

(إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَ بِكَلامِي فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَ كُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) [1]

ثمّ قال:

(وَ كَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَ تَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ) [2]

وقد كان عند العالم علم لم يكتب لموسى في الألواح وكان موسى يظنّ أنّ جميع الأشياء الّتي يحتاج إليها في تابوته وجميع العلم قد كتب له في الألواح كما يظنّ هؤلاء الذين يدّعون أنّهم فقهاء وعلماء وأنّهم قد أثبتوا جميع العلم والفقه في الدين ممّا يحتاج هذه الأمّة إليه وصحّ لهم عن رسول اللَّه وعلموا ولفظوا وليس كلّ علم رسول اللَّه علموه ولا صار إليهم عن رسول اللَّه ولا عرفوه [3].


[1] الأعراف 7: 144.

[2] الأعراف 7: 145.

[3] تفسير العيّاشي: 2: 323.

اسم الکتاب : الحاكمية بين النص و الديمقراطية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست