جدليّة التمدّن والتحضّر بين أصالة الهويّة والتجديد

هناك جدليّة تطرح دائماً في عملية التطوّر والتنمية والازدهار في النظام المعيشي والنظام السياسي والنظام الاجتماعي من أنّه لابدّ من مواكبة التطوّر والازدهار والحضارات الجديدة والمسابقة في النموّ والتقدّم في المجالات المختلفة لئلّا يبقى المسلمون في ضعف وتخلّف؛ هذا من جانب.

ومن جانب آخر هناك دعوى تتحفّظ على الانفتاح على منجزات الغرب والشرق في آليات المعيشة وأساليب الحياة وطابع التصنيع عندهم، لأنّه بالحقيقة يحمل الثقافة المادّية والرؤية والقيم العلمانيّة والمتشعّبة من الهوية الانحلالية فهي تؤدّي إلى تغيير الهوّية الإسلامية والشرقية وهدم القيم والمُثُل الإسلامية وزعزعة الثوابت الأصيلة في الشخصيّة الدينيّة.

فمثلًا نظام الاقتصاد الغربي قائم على مبنى الإفراط في الاستهلاك في المصرف بغية زيادة الثروة لدى أصحاب الرساميل، والنظام المصرفي عندهم قائم على الربا وهو بنيان مضعف لنشاط الإنتاج ويكرّس الاستثمار الطفيلي وامتصاص ثروات الآخرين ظلماً، كما أنّ النظام العمراني وهندسة المدن والأبنية قائم على استباحة الاختلاط بين الجنسين كما أنّ نظام العمل والتجارة والتصنيع لا يحفظ للأسرة مكانة ولا يكون للمرأة دور في تربية الأطفال والجيل الناشئ.

وبالجملة فإنّ اللون الّذي تتّصف به هياكلّ نظم الحياة لديهم ليس قائماً