responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير أمومة الولاية و المحكمات للقرآن الكريم المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 587

يا إبراهيم (ع) فعلَّق إبراهيم (ع) فعله بالأصنام على نطق عظيمها في نظرهم، والذي كان قد أبقى عليه وبذلك أعجزهم وبكّتهم لأنَّ الجمادات لا تنطق ولا تجيب، وأراد إبراهيم (ع) أنْ يوصلهم إلى هذا الجواب ويشعرهم بخطأهم مع احتراز أمني في كلامهم وأنء لا يكتشفوا أنَّه (ع) هو الذي كسر الاصنام وأراد أنْ يُفهمهم أنَّه مَن كان هذا شأنه بحيث لا يسمع خطاباً ولا يعقل ولا يجيب جواباً بلْ لا يقدر على شيء، فكيف يجوز أنْ يكون ربّاً ويحتل هذهِ المرتبة من الألوهية؟ وكيف يجوز للإنسان الذي هو أشرف المخلوقات أنْ يخضع له ويتذلل، وأمَّا في حالة ادعائهم أنَّ الأصنام تنطق وتُجيب فسوف يفضحهم واقعاً ويكذبهم حالها حين يسألونها فلا ترد، ولذا لم يجدوا بُداً من الاعتراف بالحقيقة إضافة إلى ضلالهم وقلّة عقلهم [1].

ولذا دور أغلب الكنايات في المعنى التصوري والمعنى الاستعمالي دور فاعل ومهم جداً ومن هنا ينشأ سؤال:-

ما هو الفرق بين الكناية والمجاز في علم البيان من علم البلاغة؟

الجواب: إنَّ الفرق الفاصل بينهما- بعد وضوح أنَّ باب الكناية أوسع من باب المجاز- أنَّه في باب الكناية يمكن أنْ يتأتى المعنى الحقيقي والمعنى غير الحقيقي في استعمال لفظ واحد. وإنْ كان البلاغيون احتملوا ذلك إلّا أنَّ المسألة ليست احتمالية فقط بلْ هي واقعة بأنْ يستعمل اللفظ في المعنى الحقيقي ويستعمل كذلك في معنى آخر بخلاف المجاز:- استعمال الشيء في غير ما وضع له.


[1] تفسير إرشاد الأذهان إلى تفسير القرآن، الشيخ محمد رضا السبزواري النجفي.

اسم الکتاب : تفسير أمومة الولاية و المحكمات للقرآن الكريم المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 587
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست