responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير أمومة الولاية و المحكمات للقرآن الكريم المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 565

وهو الله تعالى المحيط بكنه الأشياء وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ [1] وهم النبي وقربى النبي الأكرم (ص) ومَن شَمِلته رعايتهم يُدْرِك مخارج الكلام بحسب استعداده وصفاء سريرته وتقواه و ... الخ.

فإنَّ ذلك كُلَّهُ له الأثر البالغ في فهم معاني الكلمات، فانظر إلى ما قاله القرآن الكريم وما استعمله من أسلوب رائع وجميل وعالي البيان ... بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ [2] فلو رجعنا إلى تفسير الآية نجد عِدَّة مخارج أمام النبي إبراهيم (ع) إذْ لمْ يواجههم مباشرةً ويقول لهم هذهِ أصنامٌ عبادتها باطلة ولا تنفع وإنَّما استدرجهم بالكلام شيئاً فشيئاً إلى أنْ فعل فِعلًا وَوَجَّه إليهم سؤالًا استشعروا بخطأهم بأنفسهم إذنْ هكذا تلاوين الكلام وأنَّ الكلام ينصرف إلى سبعين وجهاً.

وهكذا الكلام في قصة النبي يوسف (ع) أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ [3] أي يا أصحاب الإبل إنَّكم لسارقون، وهذا توكيد لكونهم سارقين فأكَّد يوسف (ع) بأداة التشبيه والتي تفيد التوكيد [أنَ] وباللام وعلله الإمام الصادق (ع) بقوله «ما سرقوا وما كذب يوسف» وإنَّما عنى سرقة يوسف من أبيه، ولذا قالت الآية بعد ذلك قالُوا وَ أَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ ما ذا تَفْقِدُونَ، قالُوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ وَ لِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ ... [4] ولم يقولوا:- سُرِقَ صُوَاع الملك وإنَّما قالوا

«نفقِدُ صُوَاع الملك»

أُنظر إلى هذهِ التلاوين والقدرة على القوَّة البيانية والبلاغية العالية وامتلاك القدرة على صروف البيان للطرف الآخر.


[1] سورة آل عمران: الآية 7.

[2] سورة الأنبياء: الآية 63.

[3] سورة يوسف: الآية 70.

[4] سورة يوسف: الآية 71.

اسم الکتاب : تفسير أمومة الولاية و المحكمات للقرآن الكريم المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 565
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست