responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير أمومة الولاية و المحكمات للقرآن الكريم المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 520

فيا أيُّها المسلمون اتبعوا المحكمات وذروا المتشابهات وحوموا حول المحكمات واجعلوها محوراً ومركزاً وقطباً لأعمالكم، وإيّاكم والانزلاق في المتشابهات، ولذا حَذَّرَ أهلُ البيت (عليهم السلام) من خطورة اتباع المتشابهات وأهمية اتباع منهج أمومة الولاية للمحكمات فضلًا عن المتشابهات، ولا تجعل من المتشابهات محوراً تَضِلُّ وتُضِّل به الآخرين، بلْ اجعل المحكمات محوراً وقطباً فإنَّك تهتدي وتُهْدي الآخرين.

النموذج الثالث: قوله تعالى: فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ قالُوا مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ قالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ قالُوا أَ أَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ [1].

بتقريب: إنَّ إبراهيم (ع) أخفى ما هو مقصودٌ أصلي وغطّاه بغطاء صوري، وذلك باستعمال جملة خبرية مطابقية على خلاف المعروف عند أهل البيان واللغة والنحو فالمعروف عند أهل الفن هو تعليق الخبر على قيد يمكن تحققه وتصوره في المستقبل- بأنْ استعمل النبي إبراهيم (ع) الجملة الخبرية- قال بلْ فعله كبيرهم، معلقة على شرط قدْ حدث وتحقق في الزمن الماضي، وهذا ما يُعرَف بالتورية التي هي تغطية المقصود بغطاء صوري- كما تقدم.

وأسند إبراهيم (ع) فعل كسر الأصنام في الجملة المطابقية الخبرية إلى كبير الأصنام، وهذا الإسناد بحسب صورة المطلب غير مطابق للواقع، وهذا الإسناد للجملة الخبرية معلق على شرط مستحيل، وهو تعليق


[1] سورة الأنبياء: الآيات 58- 63.

اسم الکتاب : تفسير أمومة الولاية و المحكمات للقرآن الكريم المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 520
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست