responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير أمومة الولاية و المحكمات للقرآن الكريم المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 400

ليست وليدة الساعة وإنَّما هي قواعد كانت موجودة ولكنَّها مجهولة عند البشر ومغفول عنها، ولا يعني جهل البشر الذين زُوِّدوا من قبل الرب تعالى بالبيان واللغة أنَّ هذا الأمر التكويني نظام مهول وفق قواعد ومعادلات معقدة جداً، وإنَّما هذا بنفسه برهانٌ على أنَّ علم الدلالات الخفية والنظام الصوتي من علوم اللغة وأنَّ علم الدلالات هو بحث واستنتاج وفق أسس علمية متعاقبة ومترامية علمها من علم وجهلها من جهل لا أنها تكلف واصطناع بلْ هو اكتشافٌ لحقائق موجودة تنكشف للبعض وتُحجب عن البعض الآخر لا أنها غير موجودة.

وعليه فباب التعريض بابٌ واسعٌ، وأنَّ ما أنجزه علماء اللغة العربية من علماء لغة ونحو وصرف واشتقاق وبلاغة وباقي العلوم الأُخرى كعلم الفقه والأصول والتفسير والمنطق في مباحث الألفاظ، هم جميعأً مشكورون على ما بذلوه من جهود مضنية وجزاؤهم على الله تعالى إذا كان الهدف هو الله تعالى، ويكفينا في ذلك قوله تعالى الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَيانَ [1].

ومعنى تعليم البيان:- إنَّ البيان من المعاجز أو النعم الإلهية العظيمة التي يردُفها الله تعالى في سباق منه تعالى على الإنسان بأصل خلقته بمنّة عظيمة وهي تعليم القرآن للإنسان علّمه البيان.

إذنْ علم البيان واللغة علم بمعنى إبداعٌ إلهي، فالله تعالى علَّم الإنسان البيان، والبيان عبارة عن منظومة عظيمة التي عجز البشر وإلى يومنا هذا من أنْ يكشف سِرَّ إعجازها؛ ولذا البشرية الآن حتَّى الغرب في صدد أنَّه- البيان- ظاهرة تكوينية إعجازية فلسفية لذا يعبرون عنها بفلسفة الألسنيات أي الجانب التكويني والغيبي وأسرار وقضايا وهو الصحيح.


[1] سورة الرحمن: الآيات من 1- 4.

اسم الکتاب : تفسير أمومة الولاية و المحكمات للقرآن الكريم المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 400
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست