responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول إستنباط العقائد في نظرية الإعتبار المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 128

هناك تساؤلان حول العقل العملي تقدّمت الإشارة إليهما هما:

هل الحسن والقبح تكوينيّان عقليّان أو إعتباريّان جعليّان من العقلاء؟

ويترتّب عليه تساؤل آخر وهو أن المعروف أن أساس الشريعة وقوانينها هو الحسن والقبح العقليّان، والأحكام الشرعيّة ألطاف في الأحكام العقليّة، أي أن ملاكات الأحكام الشرعيّة جهات حسن أو قبح في الأفعال لو اطّلع عليها العقل لحكم بها. فإذا كان الحسن والقبح إعتباريّين قابلين للتغيّر، فحينئذٍ لا ثبات للشريعة؛ حيث إنّ الأحكام الشرعيّة تكشف عن جهات لو علم بها العقل حكم بها، فإذا كانت تلك الجهات متغيّرة فالحكم العقلي متغيّر، فالشريعة أيضاً غير ثابتة. وهذه الإثارة مطروحة كثيراً في الأوساط الفكريّة حتّى أنّ البعض ذهب إلى أنّ معنى ختم النبوة ليس بمعنى ثبات الدين الإسلامي إلى يوم القيامة، وأنّ البشريّة قد تكاملت عقولها إلى حدّ لا يحتاج إلى نبيّ يرعاها أو وصي يسدّدها ويهديها، وإلّا فلا ثبات للقوانين، فعقلاء كلّ قوم وحكماء كلّ طائفة هم يسنّون تلك القوانين. وهذا إنكار للرسالة، لأنّ الإعتقاد بها كما يلزم بأصلها يلزم في إمتدادها أيضاً ولذا يعدّ القائل من منكري كون الرسالة لكافّة الناس والعالم.

ومنشأ وروح هذا الإشكال يرجع إلى إعتباريّة الحسن والقبح وهو موجب لإثارة تساؤلات كثيرة أخرى في الرؤية والمعرفة الدينيّة في كثير من المباحث، إذ هو يتأثّر من القول، مثلًا قصّة بدء النسل هل هي بدأت من نكاح الأخوات أو من تزويج أبناء آدم بالحوريّة والجنّيّة.

وفي روايات أهل البيت عليهم السلام يستشهدون على إبطال رأي العامّة- بأنّ بدء

اسم الکتاب : أصول إستنباط العقائد في نظرية الإعتبار المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست