responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول إستنباط العقائد في نظرية الإعتبار المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 109

أمّا الجواب عن الوجه الخامس

إنّ الإنفعال نوع منه عقلي والمراد منه أنّ هناك نوعاً من الغضب العقلي ونوعاً من تحريك للقوى الحيوانيّة المادون بتوسّط العقل العملي، كما يمثّل بقوله تعالى:

(وَ لَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ) [1] حيث يتسائل لِمَ عبّر عزّ وجلّ ب «سكت»، إذ السكوت مقابل النطق والسكون مقابل الحركة، والحيوان يذكر فيتعريفه الماهوي أنّه الجسم النامي المتحرّك بالإرادة وأمّا في تعريف الإنسان يذكر أنّه الناطق، فالنطق والسكوت خاصّة الإنسان، أمّا الحركة والسكون خاصّة مطلق الحيوان، فلذا عبّر فيالآية بسكت، لأنّ مقابله النطق ولم يعبّر بالسكون الذي هو مقابل الحركة وهذا يدلّ على أن غضب موسى لم يكن غضباً حيوانيّاً، بل هو غضب ناشئ من القوى العاقلة. وكذا قول أمير المؤمنين عليه السلام حين ما هجم جيش معاوية على إمرأة في أطراف العراق وقال:

«فلو أنّ إمرءاً مسلماً مات من بعد هذه أسفاً ما كان به ملوماً»

[2] هذا ليس إنفعالًا حيوانيّاً وإنّما إنفعال عن قوّة عاقلة.

وتبيان ذلك تحليلًا أنّه إذا أدركت قوّة العقل النظري ثمّ تابعتها قوّة العقل العملي في ما تدركه ممّا ينبغي فعله أو لا ينبغي، وكانت القوى الحيوانيّة المادون مطيعة إلى أمارة وسلطة قوّة العقل العملي، فلا تكون حركات القوى الحيوانيّة حركات حيوانيّة وإن كانت هي قوّة حيوانيّة لكنّما منبعثة من العقل العملي وهذا كمال الإنسان ولذلك ورد «يغضب للَّه لا لنفسه».


[1] . سورة الأعراف: الآية 154.

[2] . الخطبة/ 27.

اسم الکتاب : أصول إستنباط العقائد في نظرية الإعتبار المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست