responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول إستنباط العقائد في نظرية الإعتبار المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 110

وكذلك حال الكمّلين وتكاملهم في خضوع قواهم المادون إذا كانت إدراكيّة أو عمّالة لما فوقها إلى أن يصل إلى قوّة العقل النظري. وكذلك كمال وتمام العقل النظري هو كونه مدركاً خاضعاً للعوالم العلويّة، وتلك العوالم كذلك إلى أن تصل إلى عوالم الربوبيّة، فتكون حينئذً مشيئة الكامل مشيئة إلهيّة، لأن مشيئته في القوى المادون تتلقّى من العوالم الربوبيّة وهكذا المشيئة الإلهيّة، وإلّا فليس في الربوبيّة غضب حيواني وإنّما غضب اللَّه بغضب أوليائه ورضاه برضا أوليائه؛ لأنّ منبعث رضاهم القوى العقليّة (وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ) [1] فالغضب وإن كانت تقوم به القوى الحيوانيّة لكنّها مسخّرة من قبل القوى العقلانيّة، فيمكن أن يكون الفعل يسبب المدح أو الذمّ بلحاظ عقلاني لا حيواني ويصير الحسن والقبح عقليّين وهذا هو وجه مستقلّ لإثبات عقلانيّة الحسن والقبح.

وكذلك في الغاية وقول المستدلّ بأنّ العقلاء قد تدفعهم الغايات أن يمدحوا أو يذمّوا ممّا يدلّ على أنّه جعل إعتباري... إلخ.

فالجواب أنّه ليس جعليّاً اعتباريّاً، لأنّه بضميمة ما تقدّم من أنّ الحدّ الماهوي للمدح هو التوصيف بالكمال والحدّ الماهوي للذمّ هو التوصيف بالنقص، نفس الإلتفات والتذكير للأنفس بالحقائق وحثّها عليه نحو تكميل تكويني لتلكالنفوس لا أنّه إعتباري فعندما يؤكّد الإنسان لإنسان آخر ويلقّنه كثيراً بما هو حقّ وبأنّ الصدق جيّد والخلق الحسن جيّد، تكرار هذا القول نوع تكميل تكويني مساعد له لكي يستعدّ لمرحلة التكامل وليس إعتباريّاً، بل التلقين للقضايا الحقيقيّة، يوجب صدورها عن الشخص وصدور الأفعال الحسنة، وهذا تأثير التربية والعادة على القضايا الصادقة الحقّة.


[1] . سورة التكوير: الآية 29.

اسم الکتاب : أصول إستنباط العقائد في نظرية الإعتبار المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست