responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول إستنباط العقائد في نظرية الإعتبار المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 108

أمّا الجواب عن الوجه الثالث

فلو سلّمنا به فغاية ما يدلّ عليه هو عدم كون الحسن والقبح أمراً بديهيّاً، لا أنّه ليس حقيقيّاً، لأنّ النظري ايضاً لا يقضي به العقل إبتداءاً ككيفيّة صدور أفعال الباري عن الباري، مع أن الحقّ هو قضاء العقل بذلك وليس حكمه متقوّماً بحالة الإجتماع البشري، بل يقضي في نفسه بأنّ الصدق حسن أو الكذب قبيح وهكذا، مثلًا لو رأى وميّز أن من كمال الإنسان أن يصل إلى فلان، لحكم بحسنه ولا بعد فيه، بل نجد من أنفسنا الإضطرار إلى ذلك الحكم في ذلك الفرض؛ أو عرض عليه مشهد معيّن بحيث شاهد ظلم شخص لشخص آخر وأنه يمانع من وصوله إلى كماله، فلا ريب في أنه يتأثّر لا من جهة الرقّة والإنفعال العاطفي أو القلبي، بل عقله يقضي بقبحه.

ودعوى أنّ منشأ الغضب والرضا دوماً حيواني ممنوعة، لأن القوّة الغضبيّة والشهويّة إذا كانتا تحت سيطرة العاقلة يكون الغضب والرضا حينئذٍ عقلانيّين، ولذلك قد ذكرنا أن الرضا والغضب قد يكونان عقليّين وليس داعيهما حيوانياً على الدوام ولذلك أن الملائكة مع عدم وجود القوى الحيوانيّة فيهم ومع أن حياتهم ليست حياة إجتماعيّة مدنيّة تربويّة وإنّما إرتباطهم تكويني، مع كونها كذلك فإنّها تتأثّر وتتنفّر من مظالم العباد، والملك وجود عقلاني يتأثّر من الظلم ويستحسن الحسن فكذلك الإنسان لا يقبّح بسبب حالته الإجتماعيّة.

وبذلك يندفع الوجه الرابع.

اسم الکتاب : أصول إستنباط العقائد في نظرية الإعتبار المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست