responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقامات النبي و النبوة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 46

لا ريب أنها الآيات الكونية الناطقة من الحجج، لأن الذي يصدق ويكذب هو الذي يدعي الدعوى وله إخبار أو إنذار وما شابه ذلك. أما الآيات الكونية في السموات فليس من شأنها التصديق والتكذيب بل شأنها النظر فيها والتدبر أو الإعراض عنها ففي آيات عديدة ذكرت إعراض البشر عن آيات السماء كقوله تعالى: وَ جَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَ هُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ [1]، وقوله تعالى: وَ ما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ [2]، فقد تتدبر في آياته عَزَّ وَجَلَّ أو تعرض عنها، ولايقال تصدقها أو تكذبها ولكن الذي له دعوة وهم حجج الله الناطقون عن الله عَزَّ وَجَلَّ أولئك يصدقون أو يكذبون.

فهنا إستعمال آخر حيث أن التصديق بكلمات الله أي بحجج الله الناطقة وهم أنفسهم كلمات الله لأنهم موصلون لأمر الله، وهذا الكلام ليس من نمط أصوات وألفاظ ومعاني، وإنما هو من نمط آخر ومن ثم: وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ [3]، يعني تمت كلمات ربك صدقاً أي الحجج الناطقة عن الله عَزَّ وَجَلَّ، وعدلًا لأن هؤلاء الحجج الناطقة تقام وتقيم العدل وهذه صفة ثانية بعد صفة الصدق، فصادقة فيما تنطق عن الله، وعادلة لأنها تقيم العدل.


[1] سورة الأنبياء: الآية 32.

[2] سورة الأنعام: الآية 4.

[3] سورة الأنعام: الآية 115.

اسم الکتاب : مقامات النبي و النبوة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست