responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقامات النبي و النبوة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 47

ولا غرو أن كل إمام عندما يولد يقرأ هذه الآية المباركة، وهذا مورد آخر يبين فيه القرآن الكريم أن الكلمات هم حجج الله الناطقون عنه عَزَّ وَجَلَّ ويصفهم بأنهم صادقون بما ينطقون عنه، وأنهم يقيمون العدل الإلهي، فأين مقام الصوت واللفظ والمعاني من هذه الكلمات الصادقة والعادلة.

اللغويون والكلمة:

هناك نظرية لغوية قديمة تقول بأن الألفاظ لم توضع للمعاني التي هي بمثابة مبادئ لتلك الألفاظ، بل وضعت للغايات، ويقال في التعبير عن هذه النظرية (خذ الغايات وأترك المبادئ).

فإن تعريف الشيء تارة يكون بصورة الشيء أو آليته، وأخرى نعرف الشيء بغاية كماله وهو أعرف تعاريف الشيء وهذا ما يصطلح عليه بالعلة الغائية، ولذلك عرف عند المناطقة أن تعريف الشيء بعلله الأربع أكمل التعاريف، بل التعريف بغايته من أبين وأعرف تعاريف الشيء.

لأن تعريف الشيء بحقيقته هو بكماله لا بمادته أو ببدايات وجوده. نعم بدأ خلق الإنسان: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ [1]، في حين لو أردنا أن نعرف الإنسان بأنه مدرك عاقل فهذا هو من أبين تعاريف الإنسان.


[1] سورة المؤمنون: الآية 12- 14.

اسم الکتاب : مقامات النبي و النبوة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست