responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقامات النبي و النبوة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 36

هذه النشئات يحيط بها القرآن الكريم. وأين هذا الشأن من التصوير الأول للوحي بأنه مجرد أصوات أو معاني أو إمتزاج مع الطبيعة النفسانية لذات النبي (ص)، التصوير الأول للوحي لم يكن إلا لقلقة لسان، وأصوات، وألفاظ أو معاني فكرية في الخاطر أو أحوال نفسانية من المشاهدات.

5- ومن أوصاف ومنازل ومقامات القرآن الكريم هو أم الكتاب كما في قوله تعالى: يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ [1]. وبإعتراف جل المفسرين لا كلهم أن أم الكتاب هي أصل القرآن، فمثل الطبري يقول في تفسيره أن أم الكتاب هي أصل القرآن الكريم، حيث يقول هي أصل الكتاب [2].

بل إن أصل القرآن هو فوق أم الكتاب كما في روايات أهل البيت (عليهم السلام)، فكل قضاء وقدر مستطر في أحد منازل القرآن الكريم، فكيف ينسجم هذا مع كون القرآن مجرد أصوات تسمع وتوضع في وعاء وعلبة حافظة تنزل على البشر، والصوفية والعرفاء وإن حاولوا أن يبينوا أن الأنبياء (عليهم السلام) يحيطون أو يستوعبون ما يوحى إليهم وأنهم يتكاملون بما يوحى إليهم ويتحدون وجودياً بما يوحى إليهم، إلا أنهم لم يتمكنوا من تصوير سلامة- وهو ما يعبر عنه بالصدق والأمانة- وشفافية الوحي من التلون والامتزاج بقناة الوحي وهي النبوة، كما لم يصوروا الإحاطة التامة من النبي (ص) بما يوحى إليه.


[1] سورة الرعد: الآية 39.

[2] جامع البيان ج 231: 3.

اسم الکتاب : مقامات النبي و النبوة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست