إذن القرآن الكريم يستوعب عوالم متعددة لا أنه يستوعب مجرد عالم الدنيا، بل له تلك السعة المترامية التي ليس من شأن قدرة المخلوق بحيث كل ما في عالم الأرض وعوالم الخلقة من الذرة إلى المجرة، ماضيها ومستقبلها.
فالقرآن الكريم يهيمن على كل العوالم من عالم الخلقة السفلي إلى عالم النور وما بينهما من عوالم كعالم الأرواح وعالم الأبدان وعالم البرزخ، بل حتى عالم الآخرة لأنه يعلم مستقر كل دابة هل تستقر في الجنان أو في النيران أو في أي مكان، فالقرآن الكريم محيط بكل تلك العوالم: أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً[3] فلا يقتصر على عالم الدنيا فقط.
وهذه من سمات أوصفات القرآن الكريم، التي خفيت على من يتخيل أن القرآن متلون بالتاريخ، وممتزج ببيئة زمانية، واجتماعية خاصة بالجزيرة العربية، بل ليس في قدرة هذا التخيل والقول تصوير وإستيعاب القرآن للنشأة الأرضية، مع أن القرآن له نشئآت وعوالم إلى ما شاء الله، كل