اسم الکتاب : مقامات النبي و النبوة المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 195
البيت المعمور وقلب الْنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وآله وسلم:
ولكن ماذا عن صدقه (ص) في نزول آخر للقرآن الكريم وهو نزوله جملة واحدة، وهذه القاعدة التفسيرية ينفتح منها بحوث كثيرة وتنحل بها معضلات كثيرة في مباحث التفسير، وإذا أغفلها المفسر فسوف يرتطم بعقبات وبإشكاليات وبمبهمات لا يستطيع حلها إطلاقاً، وهناك جملة من مفسري العامة يقرون بهذه الحقيقة أو القاعدة من النزول الثاني للقرآن مثل الطبري في تفسيره الكبير، والسيوطي وغيرهما، وقد رووا روايات شبيهة بروايات أهل البيت (عليهم السلام) من أن نزول القرآن جملة واحدة كان في شهر رمضان، وهذا ما أشارت إليه الآية الكريمة وهي قوله تعالى شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَ بَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَ الْفُرْقانِ[1] وكذلك قوله تعالى إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ[2] وقوله تعالى حم وَ الْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ[3] يعني في ليلة القدر من شهر رمضان.
فقد روى الكليني بسنده إلى أبي عبدالله (ع) قال: نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور، ثم نزل في طول عشرين سنة. ثم قال: قال النبي (ص) أنزل القرآن في ثلاث وعشرين من شهر رمضان [4].
وقد ورد في روايات أهل البيت (عليهم السلام) أن البيت المعمور هو قلب