يسلك الى الرحمن ، وعلى من جحد ولايتهم غضب الرحمن . وبعد
بما إن رسالة منهاج الصالحين التي هي الرسالة العملية لسماحة سيدنا
الاُستاذ الإمام الخوئي (رحمه اللّه) لم تكن كاملة من حيث المسائل
الفقهيّة الشرعيّة ، حيث إنّها لا تشتمل على مسائل القضاء والشهادات
والحدود والديات ، فلذا كمّل سماحة السيد ذلك بعنوان تكملة منهاج الصالحين ،
وبالضمن بيّن دليل كل مسألة ذكرها فيه بشكل مختصر ، وسمّاه مباني تكملة
المنهاج ، فاستحسنّا ذلك ، حيث ذكرت كل مسألة وأدلتها مختصراً ، وتمنينا أن
لو كان كل مسائل منهاج الصالحين كذلك لكان دليل كل مسألة في متناول اليد
ولو مختصراً . ثمّ سنحت لسماحة سيدنا الاستاذ الفرصة ، أو قل ألجأته
الضرورة التي قضت عليه بمواصلة الدرس بعد أن تجاوز مرحلة الشيخوخة ، بل
تجاوز التسعين من عمره الشريف ، فوفّق لتدريس كتاب القضاء والشهادات
والحدود ، فواصلت كتابة الدرس على الرغم من أن مباني التكملة كان مطبوعاً ،
ولذا لم يكتب الدرس بعض زملائنا الذين كانوا ملتزمين بكتابته ، ولكن كنت
أريد أن أرى الفرق بين ما كتبه وما سيدرسه ، ولعلّ تفصيلاً أو توضيحاً أو
عدولاً في الفتوى أو الاستدلال ، فأطلع على ذلك جلياً واُدونه ، وكنت ولا
زلت سريع الكتابة فكنت اكتب كل ما يقوله السيد الاُستاذ ولم يفتني منه شيء ،
ثم أحذف التكرار وأرتبه واهذّبهه واستخرج رواياته ، واستدرك ما استدركه
بالنسبة إلى الدرس الماضي إن كان فيه استدراك