مقدمة الكتاب الحمد
للّه الذي تلألأت على جباه الكائنات أنوار عظمته ، وبانت على صفحات
الممكنات آثار قدرته ، الدال على وجوده بخلقه ، وبمحدث خلقه على أزليته ،
لا يشغله شأن ، ولا يغيّره زمان ، ولا يحويه مكان ، ولا يصفه لسان ، ولا
يحصي نعمه إنسان . ثمّ الصلاة والسلام على أشرف خلقه ، وأفضل رسله ،
وخاتم أنبيائه المبعوث رحمةً للعالمين ، وأميناً على التنزيل ، الرسول
المسدّد ، والمصطفى الأمجد ، حبيب آله العالمين محمد وعلى آله الطيبين
الطاهرين المعصومين المنتجبين ، الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم
تطهيرا ، اصطفاهم على خلقه ، واختارهم لسره ، وجعلهم أمناء على خلقه ،
وأعلاماً لعباده ، ومناراً لبلاده ، بهم