التكسب بآلات القمار أما التكسب بها فلا اشكال في حرمته لدلالة الكتاب و السنة عليه[1]،و أما اللعب بها اللعب بها فالكلام فيه في مسائل:
الاولى:القمار بالآلات المعدة له مع المراهنة،و لا خلاف في حرمته و هو
المتيقن من الأدلة لأن فيه أكل المال بالباطل،و قد قال سبحانه و تعالى في
البقرة/ 188: { و لا تأْكُلُوا أمْوالكُمْ بيْنكُمْ بِالْباطِلِ } ،و قال في النساء/29:
{ يا أيُّها الّذِين آمنُوا لا تأْكُلُوا أمْوالكُمْ
بيْنكُمْ بِالْباطِلِ إِلاّ أنْ تكُون تِجارةً عنْ تراضٍ }
،و قال تعالى في المائدة/91:
{ إِنّما يُرِيدُ الشّيْطانُ أنْ يُوقِع بيْنكُمُ
الْعداوة و الْبغْضاء فِي الْخمْرِ و الْميْسِرِ و
يصُدّكُمْ عنْ ذِكْرِ اللّهِ } ،و الميسر في هذه الآية و التي قبلها { إِنّما الْخمْرُ و الْميْسِرُ و الْأنْصابُ و الْأزْلامُ } ،هو القمار كله كما قال أبو جعفر الباقر عليه السّلام:و يدخل فيه الشطرنج و النرد و غيرها حتى اللعب بالجوز[2].
فكما ان السكران يقدم على كثير من القبائح الملحقة للبغضاء و لا ينفعه
الندم بعد ارتفاع السكر عنه،يكون المقامر مثله،فانه قد ينتهي به الحال إلى
أن لا يبقى عنده شيء حتى يقامر على ولده و أهله[3]،فيتسبب من ذلك احتدام النفس على من غلبه و يشتد العداء إلى حد يرديه في التهلكة،و هذا يفارق التجارة المأمور بها
[1]تقدم الكلام فيه. [2]تقدم الحديث فيه. [3]في الوسائل 2/546 باب 63 عن الكافي عن زياد بن عيسى قال:«سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قوله تعالى: { و لا تأْكُلُوا أمْوالكُمْ بيْنكُمْ بِالْباطِلِ؟ } قال:كانت قريش يقامر الرجل بأهله و ماله فنهاهم اللّه تعالى عنه».