اللَّه عزّ وجلّ، وأيّدهم بروح القوّة؛ فبه قدروا على طاعة اللَّه، وأيّدهم بروح الشهوة؛ فبه اشتهوا طاعة اللَّه عزّ وجلّ، وكرهوا معصيته، و جعل فيهم روح المدرج الذي به يذهب الناس ويجيئون...» [1].

وفي رواية اخرى لجابر عن أبي جعفر عليه السلام:

«إنّ في الأنبياء والأوصياء خمسة أرواح: روح القدس، وروح الإيمان، وروح الحياة، وروح القوّة، وروح الشهوة،

فبروح القدس- يا جابر- عرفوا ما تحت العرش إلى ما تحت الثرى.

ثمّ قال:

يا جابر، إنّ هذه الأربعة أرواح يصيبها الحدثان إلّاروح القدس فإنّها لا تلهو ولا تلعب» [2].

وفي رواية اخرى للمفضّل بن عمر، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام:

«... لا ينام،

ولا يغفل، ولا يلهو، ولا يزهو، والأربعة أرواح تنام وتغفل وتزهو وتلهو، وروح القدس كان يرى به» [3].

وهذه الروايات وغيرها تدلّل على اختلاف شؤونهم وأحوالهم بحسب طبقات أرواحهم، وأنّ أحكامها وصفاتها تختلف من روح إلى اخرى.

مضافاً إلى ما ورد مستفيضاً من سلسلة صدور أنوارهم، ثمّ أرواحهم، ثمّ نفوسهم، ثمّ أبدانهم.

3- فاطمة وازدياد العلم للأنبياء والأوصياء:

ففي صحيحة زرارة قال: «سمعت أباجعفر عليه السلام يقول:

لولا أنّا نزداد لأنفدنا...» [4]

الحديث، ومثله عدة صحاح.

[1] قد روي ذلك في جملة من مصادر الفريقين نذكرها لا على سبيل الحصر:

1- الطبراني في المعجم الكبير: 22: 397، في فصل ذكر سني فاطمة عليها السلام.

2- ابن عبد البرّ في الاستيعاب: 4: 1899.

3- الإصابة لابن حجر: 8: 262.

4- تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: 3: 158.

5- اسد الغابة لابن الأثير: 5: 520.

6- أنساب الطالبيّين للمجدي: 128.

7- درر السمط في خبر السبط لابن الأبّار (المتوفّى 658 ه. ق): 77.

8- التعديل والجرح للباجي (المتوفّى 474 ه. ق): 1: 1498 و 1499.

9- تهذيب الكمال للمزّي: 35: 247.

10- سير أعلام النبلاء: 2: 119.

11- الكاشف للذهبي: 514.

12- مقاتل الطالبيّين لأبي الفرج في ترجمة الإمام الحسن عليه السلام: 29.

13- مناقب آل أبي طالب: 1: 140.

14- تاج المواليد للطبرسي: 20.

15- الدعاء للطبراني: 1: 30.

[2] الكافي: 1: 272، باب فيه ذكر الأرواح التي في الأئمّة عليهم السلام، الحديث 1.

[3] الكافي: 1: 272، باب فيه ذكر الأرواح التي في الأئمّة عليهم السلام، الحديث 2.

[4] الكافي: 1: 255، باب لولا أنّ الأئمّة يزدادون لنفد ما عندهم، الحديث 3.