responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 326

وروى الكليني أيضاً بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: «قال اللَّه عزّ وجلّ في ليلة القدر: فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [1]، يقول: ينزل فيها كلّ أمر حكيم، والمحكم ليس بشيئين، إنّما هو شيء واحد... إنّه لينزل في ليلة القدر إلى وليّ الأمر تفسير الامور سنة سنة، يُؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا، وفي أمر النّاس بكذا وكذا، وإنّه ليحدث لوليّ الأمر سوى ذلك كلّ يوم علم اللَّه عزّ وجلّ الخاصّ، والمكنون العجيب المخزون، مثل ما ينزل في تلك الليلة من الأمر، ثمّ قرأ: وَ لَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [2]» [3].

ولا يخفى أنّ الروح النازلة في ليلة القدر مصدر لعلوم الأئمّة عليهم السلام قد اشير إليه في ذيل صحيحة أبي بصير، وأنّه أعظم مصادر علومهم عليهم السلام، كما تشير صحيحة زرارة، والرواية الأخيرة أنّه مصدر ازدياد علوم أهل البيت عليهم السلام كلّ يوم وكلّ اسبوع، وأنّ هذا المصدر هو الروح الأمريّ النازل في ليلة القدر، وفي كلّ ليلة و يوم، وفي كلّ ليلة جمعة، وقد أشارت بعض الآيات وجملة من الروايات إلى أنّ حقيقة ذلك الروح الأمريّ هو روح فاطمة عليها السلام، فعلى ضوء ذلك يتبيّن أنّ وساطة فاطمة العلميّة للأئمّة عليهم السلام لا ينحصر في مصحفها كمصدر لعلومهم، بل كذلك وساطة الروح الأمر في ليلة القدر، وفي كلّ ليلة و يوم، وفي كلّ ليلة جمعة هو أيضاً روح فاطمة عليها السلام، وهذه وساطة علمية أعظم لمصدر علم الأئمّة عليهم السلام.

بل الملاحظ من روايات الفريقين أنّ هذه الوساطة ليس لأئمّة أهل البيت عليهم السلام فحسب، بل هي لجميع الأنبياء من لدن آدم، إذ ليلة القدر قناة غيبيّة كانت مع


[1] الدخان: 4.

[2] لقمان: 27.

[3] الكافي: 1: 248، باب في شأن (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، الحديث 3.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 326
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست