responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 324

إلّا أنه على أيّ تقدير مقتضاه ارتباط النفس الجزئية والنفوس الجزئية في الأنبياء بتلك النفس الكلية، واستمدادها الفيض من اللَّه تبارك وتعالى عَبْرَها.

فمن ثَمّ يكون للنفس الكلية أمومة للنفس الجزئية.

هذا فضلًا عمّا لو فُسّرت بروح القدس الذي هو من عالم الأمر، والذي هو الكتاب الذي على معرفته دارت معارف الأنبياء، وانبعثت معارفهم، فإنّ أمومة الكتاب حينئذٍ أوضح وأظهر أيضاً.

و هذا لا يتنافى مع كون سيّد الأنبياء صلى الله عليه و آله له مقام الابوّة بلحاظ مقامه النوريّ حيث اشتقّ منه نور فاطمة عليها السلام.

نظير ما ورد التعبير من أنّ جبرئيل علّم النبيّ صلى الله عليه و آله، أو أشار عليه، أو أبلغه، ونحو ذلك ما ورد في ألفاظ الآيات والروايات من بيان ذلك، مع أنّ مقام سيّد الأنبياء أفضل وأعظم من مقام جبرئيل، فإنّ المقام النوريّ لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله أعلى شأناً من مقام جبرئيل، بل كما ورد في الروايات أنّ جبرئيل منهم أهل البيت عليهم السلام، ولكن ذلك لا يمنع استفاضة النفس الجزئية لسيّد الأنبياء من مقام جبرئيل.

وبعبارة اخرى: أنّ الذات النبويّة ذاتُ مراتب ودرجات تبدأ من البدن الشريف ثمّ القوى النفسانيّة للنفس الجزئيّة، ثمّ طبقات الروح من المراتب النازلة، فتأخذ في التصاعد إلى النفوس الكلّية والأرواح المرسلة، ثمّ عالم الأنوار، وأحكام كلّ مرتبة تختلف عن المرتبة الاخرى.

وهذه القاعدة المعرفية يُفكّ بها غوامض كثيرة من المسائل في باب المعارف، ويُحلّ بها عُقد مستعصية في كثير من أحوالهم وشؤونهم.

ويشير إلى ذلك ما رواه الكليني في الصحيح عن جابر الجعفي عن أبي عبد اللَّه عليه السلام في حديث:

«... فالسابقون هم رسل اللَّه عليهم السلام وخاصّة اللَّه من خلقه جعل فيهم خمسة أرواح أيّدهم بروح القدس؛ فبه عرفوا الأشياء و أيدهم بروح الإيمان؛ فبه خافوا

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 324
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست