تمهيد: إنّ لفاطمة كلّ المقامات الملكوتيّة للإمامة عدا بعض الشؤون الاعتباريّة في الرئاسة الدنيويّة

ممّا لا يخفى وجود مجموعة من المقامات الملكوتيّة لمنصب الإمامة، والتي أشار إليها القرآن الكريم في مواضع عديدة، وأنّ هذه المقامات هي من شؤون الحجّية والولاية لمنصب الإمامة.

ونلاحظ أنّ القرآن الكريم والأحاديث النبويّة المتواترة أو المستفيضة قد أثبتت جُلّها لسيّدة النّساء فاطمة الزهراء عليها السلام مجموعة من هذه المقامات، ممّا يستلزم ثبوت الولاية والحجّية لها عليها السلام بنفس المناط والسبب.

وإليك جملة من تلك المقامات الملكوتيّة:

منها: مقام الشهادة على الأعمال:

ولا يخفى أنّ هذا المقام من المقامات المقوّمة لماهيّة الإمامة الإلهيّة في أبعادها التكوينيّة، وقد ورد في جملة من الآيات القرآنيّة بيان مقام هذه الشهادة لأهل البيت عليهم السلام كامّة مصطفاة من هذه الأمّة كما في قوله تعالى: وَ يَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ جِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ [1] وكما في قوله تعالى:

[1] النحل: 89.