فبيّن تعالى أنّ الشهداء الذين يكون الرسول صلى الله عليه و آله شهيداً عليهم هم من ذرّية إبراهيم، ومن ذرّية إسماعيل أيضاً المسمّاة بالمسلمَينِ في دعاء النبيّ إبراهيم وإسماعيل في قوله تعالى: رَبَّنا وَ اجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ... رَبَّنا وَ ابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ يُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ[2].
وهو من رَحِم النبيّ صلى الله عليه و آله وقرباه، وهو موضع لفظ «منهم» كما يشير له قوله تعالى:
أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ[3] فترى أنّ (الشاهد) قد قُيّد بلفظ (منه)، أي أنّه من رحم الرسول وقرباه، كما ورد في قوله صلى الله عليه و آله:
وقد أشار القرآن الكريم إلى أنّ كتاب الأبرار وصحائف أعمالهم يشهده المقرّبون، في قوله تعالى: كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ* وَ ما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ* كِتابٌ مَرْقُومٌ* يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ[5].
وقد أفصح عن هؤلاء (المقرّبون) في سورة الدهر (الإنسان) حيث قال تعالى: