responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 294

علماً بالقرآن كلّه أعلى مقاماً وصلاحية وحجّية، ممّن هو دون ذلك في العلم، كما يشير إلى ذلك قوله تعالى حكاية عن صاحب موسى عليه السلام: قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً* قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً* وَ كَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً [1].

فالنبيّ موسى عليه السلام رغم كونه من أولي العزم إلّاأنّه كان قد أُوحي إليه أن يتّبع الخضر عليه السلام فيما اختصّ به من علم التأويل والولاية، رغم أنّ النبيّ موسى عليه السلام كان قد اختصّ دون مستوى العلم الذي اختصّ به الخضر، وهو علم الشريعة.

و هذه الآية تبيّن لنا أصلًا قرآنياً واعتقاديّاً معرفيّاً، وهو أنّ صاحب العلم الأكبر والأشرف والأعلى، مفترض الطاعة، وإمام متبوع وإن لم يكن نبيّاً، على من دونه في العلم، وإن كان نبيّاً مرسلًا من أولي العزم.

و هذا المفاد تُعزّزه آيات استخلاف آدم لعلمه الفائق على علم الملائكة، ومن ثَمّ فرض اللَّه تعالى طاعة جميع الملائكة لخليفته، بعد أن كان هو المعلّم، وقد مرّ أنّ هذه الواقعة قد أشار إليها القرآن في سبع سور، فكلّ هذه الآيات تبيّن وتكشف عن هذا الأصل المهمّ الخطير.

فكذلك علم فاطمة عليها السلام، فقد فاق بنصّ الآيات علم سائر الأنبياء وجميع الملائكة وسائر الخلق، فلا محالة أن تكون طاعتها وولايتها مفروضة عليهم، كما افتُرض طاعة آدم على جميع الملائكة لتفوّق علمه عليهم.

الوجه الثالث: مشاركتها عليها السلام لجميع مقامات النبيّ صلى الله عليه و آله عدا النبوّة

وقد بسطنا الكلام حول هذا الموضوع في المقالات السابقة.

وحاصله بما يرتبط بالمقام أنّ القرآن الكريم قد أشار إلى مشاركة فاطمة عليها السلام


[1] الكهف: 66- 68.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 294
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست