responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 293

الثُلّة المطهّرة من الامّة من أصحاب الكساء، التي تحيط بالقرآن كلّه.

وكذلك قوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَ أُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ [1].

فإذا تقرّر أنّ أصحاب الكساء وأهل البيت عليهم السلام يحيطون علماً بالكتاب كلّه، والقرآن أعظم من جميع كتب بقيّة الأنبياء، ومهيمن عليها، فلا محالة يتحصّل أنّ أصحاب هذا الكتاب المهيمن أعظم منزلة وهم مهيمنون على سائر الأنبياء، فالهيمنة والعظمة لكلّ من القرآن وأصحابه على كلّ من الكتب السابقة وأصحابها الأنبياء السابقين.

وأمّا هيمنة القرآن، فالقرآن هو الكتاب الذي وصف بكونه مُهيمناً في قوله تعالى:

وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَ مُهَيْمِناً عَلَيْهِ [2].

بينما وُصف التوراة بأنّ فيه تفصيل جملة من الامور لا كلّها، كما في قوله تعالى:

وَ كَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَ تَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ [3].

وكما وُصف الإنجيل أيضاً في قوله تعالى على لسان النبيّ عيسى عليه السلام: وَ لَمَّا جاءَ عِيسى بِالْبَيِّناتِ قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَ لِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ الآية [4] فوُصف أنّه بيان لبعض ما يُختلف فيه، لا تبيان لكلّ ما يُختلف فيه، فضلًا عن كونه تبياناً لكلّ شيء.

ومن ثَمّ كان القرآن مهيمناً على كلّ الكتب السماوية السابقة نزولًا. فَمَن يحيط


[1] آل عمران: 7.

[2] المائدة: 48.

[3] الأعراف: 145.

[4] الزخرف: 63.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 293
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست